المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القديس والطبيب إيليان الحمصي

اذهب الى الأسفل

القديس والطبيب إيليان الحمصي Empty القديس والطبيب إيليان الحمصي

مُساهمة من طرف the gospel الجمعة 29 فبراير 2008 - 21:03

سيرة القديس والطبيب إيليان الحمصي

ولد القديس في حمص القرن الثالث للميلاد منحدر من عائلة عريقة في الغنة والوجاهة فوالده كان مستشاراً خاصا ً لكام المدينة ومتمتعا ً بمركز مرموق غير أنه كان وثنيا ً وغيورا ً على عبادة الأصنام في زمن سادة فيه الوثنية بتشجيع من الإمبراطور الروماني نوميريان وقامت فيه حملة اضطهادات واسعة ضد المسيحيين في أنحاء الإمبراطورية جميعها طالت مسيحيي مدينة حمص.

أما القديس إيليان فكان قد تربى على يد مربية مسيحية أوصت بها والدته الفاضلة فتحلى بجميع الفضائل المسيحية ولم يكن يكترث بمغريات هذا العالم بل كان يضع كل رجائه في يسوع المسيح ويداوم على الصلاة ويمارس الصوم ويزور المساجين ويواسيهم مشددا ً ايمانهم ومقويا ً عزيمتهم وكان طبيبا ً يعالج المرضى بمحبة فائقة ويحثهم على الإيمان المسيحي شافيا ً اياهم جسدا ً وروحا ً وناسبا ً الشفاء الى الرب يسوع .

ذاع صيته فأسرع الناس إليه من كل حدب وصوب طالبين الشفاء مما جعل نار الحسد تشتعل في أطباء حمص فقصدوا أباه يشكون تبشير إيليان بالمسيحية وهزءه بآلهتهم الوثنية ويهددون بإيصال الخبر الى مسامع الإمبراطور ما كان منه إلا أن قبض على أسقف المدينة سلوان وتلميذه الشماس لوقا والقارىء موكيموس فيما كانوا يبشرون وأمر بتعذيبهم والطواف بهم في المدينة لإذلالهم ثم بإلقائهم في السجن.

لدى مثولهم أمام الحاكم أبدى المعترفون الثلاثة تمسكهم بإيمانهم وعدم مبالاتهم بالتعذيبات التي تنتظرهم فأرسلهم الى صور ليزعزع ايمانهم ولكن عبثا ً أعيدوا الى حمص ليلقى بهم طعاما ً للحيوانات المفترسة فكان القديس إيليان في مقدمة مستقبليهم وعانقهم وقبل قيودهم وجهر بإيمانه.

أرسله أبوه الى الحاكم لينظر في أمره فطرح في السجن وفيما المطران وتلميذه في الطريق الى الملعب حيث الوحوش الضارية تنتظرهم فر إيليان ولحق بهم وأظهر عطفه لهم سائلا ً أن يشاركهم الشهادة ونعيم الفرح وحيث كانت الحيوانات تفترسهم كان يصلي فظهر له ملاك وخاطبه :/ لاتحزن يا إيليان إن إكليلاً قد أعد لك وستغلب أعدائك ولا تخشَ عذابهم فإني معك. / تهلل وجه القديس وبارك الرب وصلى طالبا ً من الله أن يقبله ويجعله مستحقا ً نوال إكليل الإستشهاد .

بلغ الخبر مسامع أبيه فإستشاط غضبا ً وذهب إليه وضربه حتى سال دمه وأمر الجنود بربطه والطواف به حول المدينة وحين أمر بقطع رأسه سأله الناس أن يتريث قليلا ً على ابنه الوحيد عل الآلهة ترد قلبه الى عبادتها أعادوه الى المدينة لكنه ما إن اقترب من والده حتى أخذ يعترف :/ أنا إيليان المسيحي الطبيب المشهور في المدينة أؤمن بالمسيح الذي أتى لخلاص العالم وعرفنا على العالم وطريق الحياة وأنتم يا أهل حمص آمنوا بهذا الإله العظيم ليعطيكم النعيم في ملكوته السماوي . / عند ئذ رجمه الوثنيين بالحجارة وأعيد الى السجن حيث بقي أحد عشر شهرا ً واظب على الصلاة والتبشير وشفاء المرضى وتحقيق العجائب .

خشي والده أن يستميل القديس الى معتقداته المسيحية أغلب أهل المدينة فتوسل إليه أن يرجع عن إيمانه فأبى ثم أنذره فرفض القديس بحزم وطلب من الحاكم أن يأذن له بالصلاة قبل أن يأمر بقتله فأذن اتجه القديس الى الشرق وضم يديه على صدره بشكل صليب ورفع عيناه الى السماء ولفظ الصلاة التالية:/ أيها الرب إلهي مصدر العطف والرأفة يامن أرسلت ابنك الوحيد فاديا ً ومنقذا ً للعالم من عبء العذاب الأبدي ومع فتحك أحضان محبتك لقبول كل من يأتي إليك سمحت أن يكون طريق الخلود مملوءا ً بالأشواك لتظهر فضيلة المجاهدين حسنا ً ويتعلموا الرجولة الصحيحة .............وأكمل قد سررت يا إلهي أن يكون لك قطيع في هذا البلد الطيب .........../ وختم القديس صلاته فطلب الحاضرون التعجيل بقتله إلا أن والده نهاهم عن ذلك طالبا ً تعذيبه أولا ً فسلمه الى الجلادين ليغرزوا المسامير الطوال في رأسه ويديه وقدميه وفي غمرة الألم أخذ القديس يسبح الله ويقول :/ أعطني اللهم القوة لأتحمل مرار هذا العذاب وأغفر لهذه المدينة خطيئة سفك دماء عبيدك الأبرياء. / ثم أغمي عليه فتركه الجلادون وإنصرفوا ظنا ً منهم أنه مات غير أنه كان حيا ً وما إن جمع قواه حتى جر نفسه الى مغارة قديمة وكانت مصنعا ً لفخاري مسيحي حيث أسلم الروح في 6 شباط عام 285 ميلادي ثم جاء الفخاري لمصنعه في الصباح فوجده ملقى على الأرض فشك أنه كمين من قبل الوثنيين فاستولى الفزع عليه وهرب إلا أن إيليان ظهر له في الليل ساطع الجمال في لباس طبيب وطلب منه أن ينقل جسده الى الكنيسة القديمة التي كانت مكرسة للرسل والقديسة بربارة وهناك تقبله بفرح عظيم المؤمنون المجتمعون سرا ً ودفنوه باكرام.

لقد كانت رفاته تشفي المرضى وتحقق عجائب متنوعة وتتميز أيقونات القديس بتصوير الهاون والمطرقة وهما يرمزان الى مهنة الطبيب والمعروف أن المطرقة كانت تستعمل لسحق الأعشاب الطبية في الهاون وإن الأوساط الشعبية في حمص لاتزال تعتقد أن سماع صوت المطرقة في الهاون يعتبر علامة شفاء المريض .

المجد للثالوث الأقدس

أمين

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى