المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟

اذهب الى الأسفل

العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟ Empty العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟

مُساهمة من طرف the gospel الخميس 6 مارس 2008 - 2:28

مقدمة :



موضوع أن إله العهد القديم إله قاسٍ، والهجوم الشديد جداً الذى على العهد القديم،


قد وردت إلينا عنه احتجاجات وتساؤلات كثيرة؛

والاعتراض يُبنى على أساس أنه كيف أن الله كان يأمر بالحرب فى العهد القديم، وكان يأمر بالقتل، وأحياناً قتل مدينة كاملة أو أكثر، وتحريم ليس فقط الناس بل وأيضاً البهائم،

لدرجة أن أحد الأشخاص قال أن إله العهد القديم هو إله "جزَّار"،

وقال: "أنا أكفُر بهذا الإله الجزَّار"،

وقد قمت بالرد على هذا الكلام،

فقد قال مثلاً كيف يأمر بقتل الأطفال فى أريحا!!


فكان الرد:


إن أطفال الوثنيين كانوا يُقدَمون ذبائح للأصنام، مثلما ورد فى الوصية ألا يُعَّبر أحد أولاده لمولك فى النار "لا يُعبِّر أحد ابنه أو ابنته فى النار لمولك" (2مل 10:23)

حيث كانوا يحضرون هذا الإله مولك وهو تمثال من النحاس، (ومنطقة "جى هنوم" - أى أرض النار ومنها أتت كلمة جهنم - مرتبطة بالإله مولك)،

فكان الكهنة الوثنيون يتلون أناشيدهم ويسخنون التمثال لدرجة الاحمرار ثم يحضرون الطفل الذى قدمه أبواه قرباناً للإله مولك ويضعونه على ذراع التمثال فيُشوَى أثناء التسابيح والأناشيد الوثنية ولئلا يتعطف قلب أبويه عليه يغطون على صوت صراخه المريع بأصوات أناشيدهم؛

فقلت له إن أطفالهم كان بهم شياطين وكانوا يُقدَمون ذبائح للآلهة، فيشوع بن نون بذبحه إياهم ربما رحمهم من الشى وهم أحياء، بجانب أنهم هم أنفسهم إذا كبروا كانوا سيكررون نفس تلك الأعمال، أى أن من يَكبر منهم غالباً ما يكون به شيطان؛

لذلك عندما نعمد الوثنيين بالذات أثناء نظره للغرب وجحده للشيطان ننفخ فى وجهه ونقول (اخرج أيها الروح النجس).


لقد سردت هذه الواقعة لكى تعرفوا خطورة هذا المفهوم.


إله العهد القديم هو هو إله العهد الجديد




الله لم يتغير ولكن الإنسان هو الذى يتغير،


ولو لم تكن وصايا العهد القديم تختلف عن وصايا العهد الجديد فما فائدة الفداء الذى تممه السيد المسيح على الصليب؟!! وما فائدة صلب السيد المسيح؟!! وما الذى تغير فى حياة البشرية؟!.. وما فائدة المعمودية؟!..

إذا كان كان إنسان العهد القديم يُعامل مثل إنسان العهد الجديد، ووصايا العهد القديم هى نفسها وصايا العهد الجديد، إذن ما الذى يكون قد قدمه تجسد السيد المسيح للبشرية!!

وماذا يكون معنى كلمته التى قالها بفمه القدوس

"أتيتُ لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10:10)

وما معنى كلام الكتب المقدسة

مثل رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية

"لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل 26:3،27) أى أنكم أبناء الله بالإيمان ولكن ليس فقط الإيمان بل فسرها بالآية "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح"، إذن أخذتم البنوة فى المعمودية،

وكذلك "إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو 17:5)

فكيف تكون خليقة جديدة إذا كانت الوصايا هى نفس الوصايا وإذا كان العهد القديم هو نفس العهد الجديد،

فمن يزعمون أن إله العهد القديم هو إله قاس، وإله العهد الجديد هو إله المحبة والحنو والرحمة،

نقول لهم

أن الله "ليس عنده تغيير ولا ظِل دوران" (يع 17:1)؛

فهذا تجديف على الله أن يُقال إن إله العهد الجديد غير إله العهد القديم.


وأصحاب هذا الرأى

غالباً يدعون أن ليس الله هو الذى تغير بل الإله الذى يصوره لنا العهد القديم، أى أن كُتَّاب العهد القديم والقيادات هم الذين كانوا بهذه القسوة فأساءوا إلى إلههم وصوروا الإله بهذه الصورة التى فيها يأمر بالحرب وبالقتل وبالرجم، وهذا الرأى منتشر فى مدارس نقد الكتاب.



إله العهد القديم هو هو إله العهد، وإله الإعلان، وإله الخلاص


وكان يوجد نظام فى مدارس اليهود:

كانوا يقرأون من (أم 30) ويُحَفِظُّون الأطفال هذا الحوار بلحن معين (أنشودة):

يقول المدرس:

"إنى أبلد من كل إنسان وليس لى فهم إنسان ولم أتعلم الحكمة ولم أعرف معرفة القدوس" (أم 2:30،3).


ثم يسأل المدرس التلاميذ:

"من صعد إلى السماوات ونزل"؟ (أم 4:30).


فيردون جميعاً:

(يهوه إلهنا العظيم).


المدرس:

"من جمع الريح فى حفنتيه"؟ (أم 4:30).


التلاميذ:

(يهوه إلهنا العظيم).


المدرس:

"من صَرَّ المياه فى ثوب"؟ (أم 4:30).


التلاميذ:

(يهوه إلهنا العظيم).


المدرس:

"من ثبت جميع أطراف الأرض"؟ (أم 4:30).


التلاميذ:

(يهوه إلهنا العظيم).


المدرس:

"ما اسمه"؟ (أم 4:30).


التلاميذ:

(يهوه إلهنا العظيم).


المدرس:

"وما اسم ابنه إن عرفت"؟ (أم 4:30).


التلاميذ:

(هذا سر يفوق العقول).


هذه كانت أنشودة تقال فى المدارس اليهودية، وقد أعجبنى هذا الأمر،

لأن فعلاً هذا السر كان سيتضح فى مرحلة أخرى ستأتى وهى مرحلة إتمام الفداء،

"لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى" (غل 4:4).
الله لم يتغير



الله لم يتغير على الإطلاق،



لكن هل كان من الممكن قبل إتمام الفداء ودخولنا فى حالة العضوية فى الكنيسة جسد المسيح، إذ نصير أولاد الله بالمعمودية؟..

هل كان من الممكن أن تُعطَى وصية "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5)؟

كيف سيطالبنا الله بمحبة الأعداء قبل أن نأخذ الولادة الجديدة؟!



عملياً هذا أمر مستحيل


لأن "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو 6:3) لذلك قال السيد المسيح لنيقوديموس:

"إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 5:3) أى أن الإنسان محتاج أن يولد من فوق، وبالفداء يصبح من الممكن أن ينال الإنسان المؤمن الولادة الجديد من فوق بواسطة الماء والروح فى المعمودية.



طبيعة إنسان العهد القديم



لم يكن ممكناً أن يطالب الله الإنسان فى العهد القديم بوصية محبة العدو، لكنه أعطاه وصية أقل منها كثيراً فى مستواها:

"تحب قريبك وتبغض عدوك" (مت 43:5)،

أى كان هذا أقصى ما يستطيع الإنسان أن يصل إليه،

أما فى العهد الجديد وبعد أن ينال الإنسان الولادة من الله فى المعمودية قال السيد المسيح: "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5).


كذلك عندما سؤل السيد المسيح:

"لماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلّق" (مت 7:19) أجابهم:

"إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذِنَ لكم أن تطلِّقوا نساءكم" (مت 8:19) أى أنه لم يقل أن الله هو الذى تغيّر عندما منع السيد المسيح الطلاق ولكن قال إن السبب هو قساوة قلب الإنسان.


وفى العهد الجديد يُفترَض تجديد الطبيعة، وأوضح ذلك أكثر حينما قال: "المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح" (يو 6:3).


فلم يكن ممكناً أن يمنع الطلاق فى ذلك الوقت، لكنه منع بعض الأمور أيضاً فى حدود المستطاع،

فمثلاً

إذا طلّق رجل امرأته ثم تزوجها آخر ثم طلّقها الزوج الثانى،

منع الله

أن تعود للزوج الأول؛ وتم تحريم هذا الأمر،

أى أنه وضع بعض ضوابط فى العلاقات الزوجية لكن فى حدود المستطاع للإنسان فى العهد القديم؛

كذلك لم يمنع وقتها تعدد الزوجات لكن قال "لا تشته امرأة قريبك" (خر 17:20)،

وسبب السماح بتعدد الزوجات فى العهد القديم هو

كثرة وجود الحروب فى ذلك العهد، وفى الحروب يُفقَد عدد كبير من الرجال وهذا يتسبب فى عدم وجود تناسب بين عدد الرجال والنساء الموجودين فى المجتمع، إلى جوار عدم وجود إمكانية حياة البتولية بمعونة الروح القدس لدى الكثيرين مثلما هى فى العهد الجديد.



الطبيعة الجديدة فى العهد الجديد



أما المسيحية فجاءت تقول "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت 9:5)


فالوضع قد تغيّر،



مادام يوجد سلام بلا حروب؛ فسيكون عدد الرجال مساوياً لعدد النساء، فلا داعى إذن لتعدد الزوجات.

وكذلك أصبح يوجد طريق آخر وهو طريق الرهبنة أو البتولية

"من زوج فحسناً يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن" (1كو 38:7)

مثلما قال السيد المسيح

"يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل" (مت 12:19)،


إذن أصبح البعض يستطيع أن يستغنى عن الزواج ولديه الفرصة أن يعيش ويتمتع بتقديس الجسد والروح فى محبة المسيح.



ففى العهد الجديد


حتى لو حدثت حرب وقُتل فيها رجال أكثر من النساء لسبب أو آخر حتى ولو كان خارجاً عن إرادتهم..

فمثلاً فرعون فى وقت من الأوقات أمر بقتل كل الذكور...

فلو فُرِض وشعب من الشعوب المسيحية تعرض لهذا الوضع هل سنسمح بتعدد الزوجات؟!

بالطبع لا...

بل سنجد الآية التى تقول:

"يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل" (مت 12:19) وكذلك: "لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو 13:10)


فلو ربنا سمح أن نصف الرجال مثلاً يُقتَلوا... سيعطى لعدد كبير من النساء القدرة على حياة البتولية لأن بولس الرسول يقول: "كل واحد له موهبته الخاصة من الله الواحد هكذا والآخر هكذا" (1كو 7:7)،



فالوضع هنا يختلف عن العهد القديم لأن هنا يوجد عمل الولادة الجديدة ومعونة الروح القدس "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو 16:3).




فالحياة المسيحية بها مفاهيم كثيرة جداً تحل أية عراقيل توضع أمام فكرة أن العهد الجديد هو عهد النعمة وأن الوصية لابد أن تتناسب مع سمو هذا العهد الجديد.



ففى العهد القديم


حيث الإنسان المولود حسب الجسد من الصعب جداً أن نكلّمه عن حياة البتولية والزهد فى الزواج.. من الممكن أن نطالبه بعدم الزنا "لا تزن" (خر 14:20) وعدم اشتهاء امرأة قريبه؛

لكن من الصعب أن نطالبه بحياة البتولية أو الرهبنة.


لكن فى العهد الجديد

عندما قال السيد المسيح لتلاميذه:

"إن الذى خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى

وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً(1) إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 4:19-6)

فهذا هو تكميل الوصية، ولذلك قيل عن سر الزواج:

"هذا السر عظيم ولكننى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 32:5)، لأنه يستمد عظمته من أنه على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أف 25:5).

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟ Empty رد: العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟

مُساهمة من طرف the gospel الخميس 6 مارس 2008 - 2:30

مواهب العهد الجديد فائقة للطبيعة



كيف يطالب الله الإنسان بشىء وهو ليس لديه الإمكانية لتنفيذه أصلاً!!


فالكتاب يقول:

"أما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف" (غل 22:5،23) فكل هذه من ثمار الروح القدس.

ويقول السيد المسيح:

"سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 22:16)

كذلك يقول القديس بولس الرسول:

"افرحوا فى الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا" (فى 4:4) فهذه مواهب فائقة للطبيعة.



كيف يحب الإنسان عدوه، ومن أين يأتى بهذه الإمكانية إن لم يأخذ الولادة الجديدة... ويكون خليقة جديدة وابن الله، وليس ذلك فقط بل أيضاً والروح القدس يسكن فيه ويثمر فيه من ثمار الروح... فهل كل هذا سنطلبه من شعب العهد القديم؟! كيف يكون هذا!!!


فحتى داود النبى مثلاً الذى يقول الرب عنه:

"وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبى" (أع 22:13)..

كان متزوجاً من أكثر من زوجة وكان رجل حرب، لذلك عندما أراد أن يبنى الهيكل قال له الله لست أنت الذى تبنيه لأنك رجل دماء لكن الذى يبنى الهيكل هو ابنك الذى يأتى بعدك

"قد كان فى قلبى أن أبنى بيتاً لاسم الرب إلهى فكان إلىَّ كلام الرب قائلاً قد سفكتَ دماً كثيراً وعملتَ حروباً عظيمة فلا تبنى بيتاً لاسمى لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامى هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة وأريحه من جميع أعدائه حواليه لأن اسمه يكون سليمان فاجعل سلاماً وسكينة فى إسرائيل فى أيامه هو يبنى بيتاً لاسمى وهو يكون لى ابناً وأنا له أباً وأثبت كرسى ملكه على إسرائيل إلى الأبد" (1أخ 7:22-10)؛



وهذا كان رمزاً إلى أن العهد القديم بما فيه من حروب ودماء لا يصلح لأن يكون هو الذى يبنى بيت الرب الذى يرمز إلى رئيس السلام الذى هو السيد المسيح،


فعندما قال له أن ابنك هو الذى يبنى البيت كان يقصد أساساً السيد المسيح وليس سليمان،

وهذه الإشارة واضحة جداً فى هذا الجزء من الكتاب المقدس،

ولذلك عند استقبالهم السيد المسيح وهو داخل أورشليم قالوا:

"أوصنا لابن داود مبارك الآتى باسم الرب أوصنا فى الأعالى" (مت 9:21)، "أوصنا مبارك الآتى باسم الرب مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب" (مر 9:11،10).



إذن لكى يعطينا الله وصايا العهد الجديد كان لابد أن يعطينا أولاً الإمكانية التى ننفذها بها..



فهل الله هو الذى تغير!! أم الإنسان هو الذى أخذ النعمة!!
هل يوجد ما يسمى بالحرب المقدسة



قال السيد المسيح:

"لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً" (مت 39:5)،

ونسمع الآن عن البعض ينادون بالحرب المقدسة فى المسيحية، فهل سنوافق نحن عليها؟!

والبعض فى الغرب الآن يقولون

نحن ندخل للصلاة ونخرج بقرارات الحرب،


البعض قد أسماها فى القديم بالحروب الصليبية،

ونحن لا نوافق على هذه التسمية بل اسمها حرب الفرنجة، وقداسة البابا شنوده الثالث – أطال الرب حياته - قال


"إن الصليب هو علامة الفداء وليس علامة العداء"،

فلا يليق أن تسمى الحروب بأنها صليبية،... ولا يوجد ما يسمى بالحرب المقدسة Holy War فى المفهوم المسيحى؟


السيد المسيح قال: "لا تقاوموا الشر"

قالها بصيغة الجمع، لأن البعض يفهمون مفهوماً خطأً ويقولون من الممكن أن أتنازل عن حقى الشخصى ولكن ليس عن حق الجماعة، أى إن وُجِد خطر على الجماعة أحارب، لكن لو شئ يخصنى شخصياً سأضحى بنفسى أو أدير الخد الآخر،

وفى هذا المفهوم الخاطئ تتقسم الوصية وتوجد خطورة من تقسيم الوصية.


سر بقاء المسيحية فى مصر

أن الكنيسة المقدسة التى قال عنها إشعياء النبى:

"مبارك شعبى مصر" (إش 25:19) قد عاشت الوصية،

لكن بعض بلاد أخرى مسيحية

دخلت فى حروب طاحنة وتعرضت للإبادة بسبب هذه الحروب،


فلابد أن نفهم أن وصية السيد المسيح واضحة جداً وتدعو إلى السلام وقال: "ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 16:10) فهو يطلب منا حكمة وليس عنفاً.



الله إذن لم يتغير..

فهو يكره الخطية،

لكن لا يستطيع أن يلزم الإنسان بوصايا الكمال قبل أن يعطيه النعمة المُخَلِّصة المُحيية، والولادة الجديدة، سكنى الروح القدس فى داخله وقيادة الروح القدس له.


لذلك نقول باختصار


إنه لو كانت وصايا العهد القديم هى نفسها وصايا العهد الجديد فما قيمة تجسّد الله الكلمة وتقديم نفسه ذبيحة على الصليب لفداء العالم؟



وماذا تكون البشرية قد استفادت إن بقيت الوصية كما هى؟!.


أما من ناحية التفاصيل

فقد أوضحنا أن شعب العهد القديم كان يعيش حسب الجسد،

فأقصى ما كانوا يستطيعونه هو أن يدافعوا عن أنفسهم وعن كيانهم بواسطة السيف،

لكننا فى العهد الجديد

ندافع عن كياننا "بسيف الروح الذى هو كلمة الله" (أف 17:6).



فى العهد القديم


كانوا يدافعون عن كيانهم بالحروب والله كان يساعدهم فى حروبهم عندما يسلكون فى وصاياه. وكان يعطيهم النصرة على أعدائهم مهما كان عدم التكافؤ بين جماعة الله والوثنيين الداخلين معهم فى الحرب.

ولعل خير دليل على ذلك قصة سقوط أسوار أريحا والعمل الإعجازى الذى تم فيها (يش 6)،

وكذلك قصة عبور البحر الأحمر ونجاتهم من جيش فرعون ومركباته كان أيضاً عملاً إعجازياً (خر 14)،


فالله كان يحامى عنهم سواء فى حروبهم أو فى هروبهم من عدوهم أو فى هجومهم..

فى جميع الأحوال كان الله يساعدهم لأنها كانت الجماعة التى سيأتى منها السيد المسيح، والتى ستحفظ شريعة موسى، وهم الذين سيقيمون عبادة الله إلى مجىء الرب يسوع المسيح المخلّص.


الهجوم على العهد القديم



فِكرة إله العهد القديم، وإله العهد الجديد؛


هذه اخترعها هنا شخص فى مصر نتيجة قراءاته الأجنبية اسمه دكتور لمعى عشم الله

فى كتاب أصدره

هاجم فيه الكتاب المقدس خاصة فى العهد القديم،

وللأسف قدّمت له مقدمة الكتاب وقتها الدكتورة إيريس حبيب المصرى؛

وفى مقدمتها هاجمت العهد القديم وقالت

"إذا كانت شريعة العهد القديم هى شريعة الغاب؛ فهل يمكن أن تكون وحياً إلهياً؟"..

هذا بخلاف الهجوم الذى بداخل هذا الكتاب؛

ومن أمثلته

"كيف نوافق على فكرة الهجوم على فرعون ومركباته.. وقصة غرق فرعون وجيشه فى البحر الأحمر..

لابد أن نكون وطنيين ومتحمسين للجيش المصرى.."..




الرد على هذا الهجوم الباطل


كل هذا الهجوم الباطل هو خلط الأمور ببعضها البعض؛

لأن هؤلاء المصريون وقتئذ كانوا أناساً وثنيين ليس لنا شأن بهم.

فهل نحن نتحمس لأناس أرادوا أن يجبروا شعب إسرائيل على عدم عبادة الله إذ صرخ الشعب إلى فرعون ليطلقهم فى البرية ليعبدوا الله؟!.


طالما أن المصريون فى ذلك الوقت كانوا وثنيين؛ فلا نخلط الأمور ولا نُدخِل الأوراق فى بعضها.. فهم يريدون بهذا الكتاب أن يُدخلوا القومية فى الدين..


نحن نعتز بمصر فى مواقف أخرى وليس بكلامهم الباطل هذا..

مكتوب فى سفر إشعياء

"وحى من جهة مصر هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر؛ فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها.. فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها.. فيُعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذراً ويوفون به" (إش 19:1،21)

كل هذا فخر لنا واعتزاز بأرض مصر ثم يكمل الكتاب ويقول:

"فى ذلك اليوم يكون إسرائيل ثلثاً لمصر ولأشور بركة فى الأرض بها يبارك رب الجنود قائلاً مبارك شعبى مصر وعمل يدى أشور وميراثى إسرائيل" (إش 24:19،25)

بمعنى أن اليهود العصاه الذين صلبوا السيد المسيح وأزعجوا العالم كله بعصيانهم، سيأتى يوم يقدمون فيه الندم والتوبة ويخضعون لمشيئة ربنا؛ وينطبق عليهم كلمة "ميراثى إسرائيل"..


وكما قال معلمنا بولس الرسول:

"وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وإن كان عدد بنى إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص" (رو 27:9)..

وقال القديس بولس الرسول أيضاً:

"فإنى لست أريد أيها الاخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم. وهكذا سيخلص جميع إسرائيل" (رو 25:11،26).

هذا سيحدث قبل نهاية العالم عندما يتوبون.. يتوبون عن سفك الدماء.. يتوبون عن شرهم.. يتوبون عن سفك دم المسيح الذى تحمّلوه إلى هذا اليوم.. يتوبون عن رفضهم للسيد المسيح وعدم إيمانهم به..

فعندما يقدمون هذه التوبة بأكملها يصير فى هذا الوقت إسرائيل ثلثاً لمصر ولآشور ويكون هناك سلام بينهم وبه يبارك رب الجنود قائلاً مبارك شعبى مصر..


إسرائيل فى رأى المسيحية



نحن ضد التعصب الإسرائيلى..


وقد قال قداسة البابا شنوده الثالث – أطال الرب حياته -

محاضرة رائعة جداً فى نقابة الصحفيين،

تطبعها مصلحة الاستعلامات المصرية باستمرار كلما تنفذ؛

بعنوان
"إسرائيل فى رأى المسيحية"..


أثبت فيها من الكتاب المقدس


أن كل البركات والوعود التى قيلت لإسرائيل؛ قيلت قبل مجىء السيد المسيح؛ وتخُص دخول إسرائيل فى الإيمان بالمسيح.


ولذلك الوعد بالأرض هو فى الحقيقة الوعد بالخلاص الأبدى؛

لذلك يقول الرب فى سفر الرؤيا:

"ها أنا أصنع كل شئ جديداً. وقال لى اكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة" (رؤ 5:21).. ويقول القديس بطرس الرسول "ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر" (2بط 13:3)..



هجوم معاصر على المسيحية


أحد الكُتَّاب المعاصرين

(وهو السيد
محمد على سلامة)


كتب فى كتاب له:



إذا كان الله قد أراد أن يخلص البشرية فلماذا انتظر خمسة آلاف سنة لكى يخلصهم،

وهل كان فى كل هذه الخمسة آلاف سنة لا يهمه أمر البشر لكى تصطلح الرحمة مع العدل وتُحَل المشكلة!




وللرد على ذلك نقول:



إن الله كان يجهز البشرية للعمل الخلاصى، كما أنه لم يهمل الذين رقدوا على رجاء الخلاص، إذ يقول الكتاب أنه:

"ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن" (1بط 19:3)، معنى ذلك أن الذين رقدوا قبل المسيح وكانوا منتظرين الخلاص نزل لهم السيد المسيح فى الجحيم ونقلهم إلى الفردوس.


ويقول أيضاً:


لماذا يوجد فى العهد الجديد معمودية؟ وماذا عن الذين لم يعتمدوا من العهد القديم وكيف سيأخذون الطبيعة الجديدة، لأن الكتاب يقول "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 5:3).


وللرد على ذلك نقول:


فى هذه الآية هو يتكلم عن العهد الجديد، ولكن عموماً نحن فى المعمودية نموت مع المسيح ونتحد معه بشبه موته "لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كى لا نعود نستعبد أيضاً للخطية" (رو 5:6،6) فنحن نُدفَن معه فى المعمودية للموت،

أما عن قديسى العهد القديم الذين رقدوا على رجاء،

مثل إبراهيم مثلاً فبدلاً من يُدفَن مع المسيح فى المعمودية.. السيد المسيح هو الذى دُفِن معه، ونزل إلى الجحيم، وظل ثلاثة أيام بين صلبه وقيامته (على مثال الثلاث غطسات فى المعمودية على اسم الثالوث)


ففى المعمودية نحن الذين نُدفَن معه ونغطس ويُصلَب إنساننا العتيق بعمل الروح القدس، وأما بالنسبة لقديسى العهد القديم والشعب الذى رقد على رجاء الخلاص - سواء من نسل إسرائيل أو من أى شعب آخر مثل أهل نينوى أو ملكى صادق أو غيره فهؤلاء لم يكونوا من نسل ابراهيم ولكن كانوا يؤمنون بالإله الحقيقى، أو آمنوا به مثل أهل السفينة فى سفر يونان-

فكل هؤلاء عندما نزل المسيح إليهم فبدلاً من أن يغطسوا معه مثلنا هو الذى غطس كى يحضرهم؛ وفى يوم قيامته من بين الأموات يقول الكتاب:

"والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت 52:27،53)، إذاً اشتركوا مع المسيح أيضاً فى قيامته اتحدوا معه بشبه موته واتحدوا معه فى قيامته.



الله كان يجهز كل هذه الرموز والنبوات؛
مثل

فلك نوح رمز للمعمودية، ذبيحة أبينا إبراهيم لابنه اسحق رمز للصليب، عبور الشعب للبحر الأحمر "

جميعهم اعتمدوا لموسى فى السحابة وفى البحر" (1كو 2:10)،

وكذلك عيد الفصح "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا" (1كو 7:5)،

كل هذه الأمور كانت رموز وتجهيز، فقد ظل الكتاب المقدس يُكتب على مدى 1600 سنة ولكنه كتب أحداثاً طولها لا يقل عن 4000 سنة من آدم إلى المسيح.
--------------------------------------------------------------------------------



معنى "الرحمة و العدل تلاقيا"


يتهكم الكاتب (محمد على سلامة) ويقول:


هل كل هذه السنين الطويلة لم تستطع رحمته وعدله أن يصطلحا معاً؟




الرد:

نحن لم نقل أن رحمته وعدلـه اصطلحا، بل يقول المزمور:


"الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلاثما" (مز 10:85)


ليس معناها اصطلحا ولكن معناها أُعلنا فى وقت واحد وعملا معاً؛


أُعلنت عدالة الله فى القصاص فى الكفارة عندما دفع السيد المسيح الدين، وأُعلنت محبته فى أنه "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 16:3).


فكل هذه الرموز والنبوات على مدى الأجيال، ومع ذلك يقول إشعياء النبى:

"من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب" (إش 1:53)، فكثيرون إلى الآن يستكثرون على الله أن يتجسد وأن يُصلَب، مع أن إشعياء النبى قال: "رجل أوجاع ومختبر الحزن...

الرب وضع عليه إثم جميعنا... كشاة تساق إلى الذبح... أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة إثم" (إش 3:53،6،7،10)،

وقال أيضاً "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش 14:7)،

كذلك داود النبى يقول:

"فى عطشى يسقوننى خلاً" (مز 21:69) وأيضاً:

"ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ أُحصى كل عظامى وهم ينظرون ويتفرسون فىَّ يقسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز 16:22-18).



كل هذا تجهيز كان... ولو لم يجهز الله كل هذا مَن كان سيصدق؟



ومع كل هذا قال إشعياء "من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب"؛


ونقول لهذا الكاتب الذى يتهكم:


إذا كان الله قد جهَّز للتجسد والخلاص لمدة 5000 سنة وأنت مع ذلك لم تقتنع بعد وإلى الآن لا تريد أن تصدق أن الله قد أحب العالم إلى هذه الدرجة، فماذا يُعمَل لكرمى وأنا لم أعمله.


إذن العهد القديم هو

الأساس الذى بنى عليه العهد الجديد

"مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 20:2)،


فنحن كمسيحيين

يهمنا جداً العهد القديم لإثبات الديانة المسيحية لأن السيد المسيح كان يقول دائماً "سيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان" (لو 31:18)،

"ينبغى أن يتم فىَّ أيضاً هذا المكتوب" (لو 37:22)، "لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو 44:24)،


والإنجيليين كثيراً ما كانوا يقولون: "لكى يتم ما قيل بإشعياء النبى القائل..." (مت 14:4)،

كل هذه الأمور هى

أحد الركائز الأساسية فى إثبات صدق الديانة المسيحية؛

لأن من الممكن أن يأتى أى شخص ويقول أنه مخلص العالم مثل (سيدهاتا جوتاما) أى بوذا

فقد إدعى أنه مخلص العالم، لكن

هل أى شخص سيقول أنه مخلص العالم سنصدقه!!

وما هو الإثبات والدليل الذى معه؟...

السيد المسيح معه وثائق سبقته وكُتبت على مدى 1600 سنة باللغتين العبرية والآرامية



المسيحية تمتاز



على كل أديان العالم بأن كل ما ورد فيها من أمور أساسية قد سبق فأنبأ الله به فى الكتب المقدسة، وليس بالكلمات فقط ولكن أيضاً بالأحداث، مثل ذبيحة أبينا إبراهيم.

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟ Empty رد: العلاقة بين العهدين بمعنى أن الله لا يتغيّر وكيف نجيب المشككين؟

مُساهمة من طرف the gospel الخميس 6 مارس 2008 - 2:31

العقوبات فى العهد الجديد


يقول أصحاب نظرية إله العهد القديم وإله العهد الجديد؛


إن العقوبات فى العهد القديم كانت عقوبات صعبة

وأما العهد الجديد

فهو عهد النعمة والرحمة والخلاص، وإن إله العهد الجديد هو إله حنون،

وإله العهد القديم هو إله قاسٍ..




نحن نرفض هذه النظرية أصلاً لأنه هو إله واحد؛


الإله المثلث الأقانيم الذى أعلن بصورة واضحة عن نفسه فى الظهور المحيى الذى لابنه الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. ونقول عن السيد المسيح أنه هو الذى أظهر لنا نور الآب وأنعم علينا بمعرفة الروح القدس.


ولكن فلنرَ معاً قائمة بالعقوبات التى ذُكرت فى العهد الجديد ومنها سنجد أنها أشد مما ذُكر فى العهد القديم، لأن الإله الحنون فى العهد الجديد هو نفسه إله مخيف ومُرعب فى يوم الدينونة للخطاة غير التائبين وغير المؤمنين:


+ قال معلمنا بولس الرسول:

"من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة. فكم عقاباً أشر تظنون إنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذى قُدّس به دنساً وازدرى بروح النعمة" (عب 28:10،29) "كم عقاباً أشر".


+ ويكمل ويقول "فإننا نعرف الذى قال لى الانتقام أنا أجازى يقول الرب وأيضاً الرب يدين شعبه. مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى" (عب 30:10،31).


+ ويقول أيضاً: "من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تُذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 5:2).


+ ويقول: "وإن كنتم تدعون أباً الذى يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط 17:1).


إذن لابد لمن يسلك فى الخطية الآن أن يكون مرتعب أكثر من شعب إسرائيل لأنه يقول:

"إن كنتم تدعون أباً الذى يحكم بغير محاباة" والسيد المسيح يقول:

"وأما ذلك العبد الذى يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيراً، ولكن الذى لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلاً، فكل من أعطى كثيراً يُطلَب منه كثير ومن يودعونه كثيراً يطالبونه بأكثر" (لو 47:12،48).


+ "لأن إلهنا نار آكلة" (عب 29:12).


+ عندما يجئ السيد المسيح فى يوم الدينونة، سيقول الأشرار للجبال "اسقطى علينا وللآكام غطينا" (لو 30:23).


+ "وهم يقولون للجبال والصخور اسقطى علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف. لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف" (رؤ 16:6،17).

فالسيد المسيح حمل الله الوديع الحنون المحب للعشارين وللخطاة يقول عنه: "غضب الخروف".. و "يوم غضبه العظيم".

فكل غضب العهد القديم لا يساوى شئ إطلاقاً أمام غضب الخروف فى يوم مجيئه الثانى وأمام هذا المحيط العظيم (بحر الدينونة).


+ وأيضاً يوحنا عندما رآه فى الرؤيا (لئلا يظن أحد أن هذا الحال مع الخطاة فقط) قال فى سفر الرؤيا "عيناه كلهيب نار" (رؤ 12:19)، وأن "سيف ماض ذو حدين يخرج من فمه...

فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى علىَّ قائلاً لى لا تخف أنا هو الأول والآخر" (رؤ 16:1،17).

فحتى يوحنا الذى كان يتكئ على صدره فى أيام تجسده حينما رآه فى بهاء مجده لم يحتمل.


+ "الرب الذى سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب" (1كو 5:4).


+ الذى قال عن نفسه: "إنى أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطى كل واحد منكم بحسب أعماله" (رؤ 23:2).


فإن كان السيد المسيح يتعامل برفق مع الخطاة فهذا لكى يجتذبهم إلى التوبة

"ولا أنا أدينك اذهبى ولا تخطئى أيضاً" (يو 11:Cool،

فهذا الحنان يجتذب الخاطئ إلى التوبة وإلى معرفة أحضان الله،

الله الرؤوف الحنَّان الطويل الأناة، ولكن

بعد أن يجتذبه إلى التوبة يقول له (لقد اشتريتك بدمى)، "أنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله" (1كو 19:6،20)، "كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم وقام" (2كو 15:5)؛

أما من يريد أن يسير على هواه فهو يُقال له أنك "تذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 5:2).
هل خلص المسيح الذين غرقوا فى الطوفان


سمعنا عن هذا التعليم الخاطئ فى هذه الأيام،

ونحن نقول:


أنه لم يعلم بذلك لا الكتاب المقدس ولا أحد من آباء الكنيسة؛




وهذه أقوال للقديس كيرلس الكبير وللقديس ساويرس الأنطاكى عن هذا الموضوع:




أولاً: القديس كيرلس: (وذلك فى تفسيره لرسالة معلمنا بطرس الرسول الأولى 19:3).


Cyril of Alexandria(1) :
[However, the souls of those who practiced idolatry and outrageous ungodliness, as well as those who were blinded by fleshly lusts, did not have the power to see him, and they were not delivered]. Catena.

والترجمة:


"أما نفوس أولئك الذين مارسوا الوثنية والشرور المفرطة، بالإضافة إلى من أعمتهم شهوات الجسد، فإن أولئك لم تكن لديهم القدرة على رؤيته - عندما دخل الجحيم - ولم يتم تحريرهم".
ثانياً: القديس ساريرس: (فى تفسيره لنفس الآية).



Severus of Antioch:
(Forgiveness was not granted to everyone in hell, but only to those who believed and acknowledged Christ. Those who cleansed themselves from evil by doing good works while they were alive recognized him, for until he appeared in the lower regions everyone, including those who had been educated in righteousness, was bound by the chains of death and was awaiting his arrival there, for the way to paradise was closed to them because of Adam’s sin. Nevertheless, not everyone who was in the lower regions responded to Christ when he went there, but only those who believed in him). Catena.



والترجمة:



"لم يمنح الغفران لكل من كانوا فى الجحيم إنما فقط للمؤمنين والمعترفين بالمسيح.


فأولئك الذين طهروا أنفسهم من الشر بالأعمال الصالحة أثناء حياتهم هم الذين أدركوه (تعرفوا عليه).

لأنه إلى أن ظهر فى أقسام الأرض السفلى فإن الجميع - بما فى ذلك أولئك الذين تهذبوا بالبر - كانوا مربوطين فى سلاسل الموت، وكانوا ينتظرون وصوله إلى هناك، لأن الطريق إلى الفردوس كان مغلقاً أمامهم بسبب خطية آدم(1).

لكن على الرغم من ذلك ليس كل أحد ممن كانوا فى الأقسام السفلى قد استجاب للمسيح حينما ذهب إلى هناك إنما فقط أولئك الذين آمنوا به".




أما من ناحية أقوال الكتاب المقدس فى هذا الموضوع :



+ يقول السيد المسيح:


"وكما كان فى أيام نوح كذلك يكون أيضاً فى أيام ابن الإنسان كانوا يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون إلى اليوم الذى فيه دخل نوح الفلك وجاء الطوفان وأهلك الجميع، كذلك أيضاً كما كان فى أيام لوط كانوا يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون ولكن اليوم الذى فيه خرج لوط من سدوم أمطر ناراً وكبريتاً من السماء فأهلك الجميع، هكذا يكون فى اليوم الذى فيه يظهر ابن الإنسان" (لو 26:17-30).


هنا وضع السيد المسيح حادثتان فى كل منهما أهلك الله جميع الناس الذين كانوا فى الدائرة التى يتكلم عنها...

مرة عن العالم ما عدا نوح وأولاده وزوجاتهم، ومرة عن سدوم وعمورة ماعدا لوط وابنتيه وزوجته التى تحولت إلى عمود ملح،

ثم يقول:

هكذا يكون فى اليوم الذى يظهر فيه ابن الإنسان، فكيف يُقال أن هؤلاء الأناس عندما حدث الطوفان طلبوا الرحمة؟! ومن الذى علَّم بهذا التعليم إن كان عكس ما قاله السيد المسيح؟!


+ وفى رسالة معلمنا بطرس الرسول الثانية يقول بوضوح:

"لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل فى سلاسل الظلام طرحهم فى جهنم وسلمهم محروسين للقضاء ولم يشفق على العالم القديم بل إنما حفظ نوحاً ثامناً كارزاً للبر إذ جلب طوفاناً على عالم الفجار،

وإذ رمَّد مدينتى سدوم وعمورة حكم عليهما بالانقلاب واضعاً عبرة للعتيدين أن يفجروا، وأنقذ لوطاً البار مغلوباً من سيرة الأردياء فى الدعارة إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الآثمة إلى يوم الدين معاقبين" (2بط 4:2-9).


لو كان هؤلاء الفجار قد تابوا فهل كان يليق أن يسميهم الروح القدس عالم الفجار!!

مع ملاحظة أن الآية "ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن" قد كتبها بطرس الرسول نفسه فى (1بط 19:3).


+ كذلك فى رسالة معلمنا يهوذا يقول:

"كما أن سدوم وعمورة والمدن التى حولهما إذ
زنت على طريق مثلهما ومضت وراء جسد آخر جُعِلَتْ عبرة مكابدة عقاب نار أبدية" (يه 7).


+ فكلمة نار أبدية معناها ليس فقط النار التى أحرقتهم على الأرض.


+ وفى (مز 155:119) يقول: "الخلاص بعيد عن الأشرار لأنهم لم يلتمسوا فرائضك".


+ وفى (عب 7:11) "بالإيمان نوح لما أُوحِى إليه عن أمور لم تُرَ بعد خاف فبنى فلكاً لخلاص بيته فبه دان العالم وصار وارثاً للبر الذى حسب الإيمان".


+ كيف يقول دان العالم إن كان هذا العالم سينال الخلاص!!


+ كذلك: (رو 22:9) "فماذا إن كان الله وهو يريد أن يظهر غضبه ويبين قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك".


أوردت هذه الآية لأن

الذين يقولون إن هؤلاء قد طلبوا الرحمة حينما جاء عليهم الطوفان، وأن السيد المسيح قد أخرجهم من الجحيم حينما كرز للأرواح التى فى السجن،

يستندون إلى عبارة

"ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن إذ عصت قديماً حين كانت أناة الله تنتظر مرة فى أيام نوح إذ كان الفلك يبنى" (1بط 19:3،20)،

فيقولون أن هذه العبارة تشير إلى أن هذه الأرواح التى عصت قديماً بُشِرت أيضاً!! ولكن الآية فى رومية تقول "احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك"؛ فطول أناته لا تعنى بالضرورة خلاص الكل حتى عالم الفجار.


كما أنه يكمل فى رسالة معلمنا بطرس ويقول:

"إذ عصت قديماً حين كانت أناة الله تنتظر مرة فى أيام نوح إذ كان الفلك يبنى الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أى المعمودية لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" (1بط 20:3،21)،

معنى ذلك

أن الذين لن يعتمدوا سيكونون مثل من كانوا خارج الفلك،


فهنا يشير إلى هذه الحقيقة وهى أنه مع أن الله كان طويل الأناة إلا أن هؤلاء كانوا عصاة، ومع رؤيتهم للفلك يبنى، لم يقبلوا كرازة نوح وهكذا لم يقبلوا كرازة السيد المسيح حينما ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن،

إذن المعنى المقصود هنا بهذه الآية هو عكس المعنى الذى يدَّعونه
شهادة السيد المسيح للعهد القديم



+ شهد السيد المسيح نفسه للعهد القديم وقال:



يقول داود بالروح (أى بالروح القدس) "قال الرب لربى اجلس عن يمينى" (مت 44:22، مر 36:12، لو 42:20، أع 34:2).


+ وقال أيضاً: "إنه ينبغى أن يتم فىّ أيضاً هذا المكتوب" (لو 37:22).


+ وقال: "لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لو 44:24).


+ كما شهد السيد المسيح للعهد القديم فى مواضع كثيرة وقال: موسى كتب عنى "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى لأنه هو كتب عنى" (يو 46:5).


+ وقال: "ما جئت لأنقض بل لأكمل" (مت 17:5).


+ وقال أيضاً: "إلى أن تزول السماء والأرض؛ لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت 18:5).



إن كان السيد المسيح يشهد هكذا فكيف يتجاسر البعض الآن ويقول:

"ما قيمة العهد القديم؟"


أو كيف تقول الأستاذة إيريس حبيب المصرى عن العهد القديم - فى مقدمتها لكتاب دكتور لمعى عشم الله الذى هاجم فيه الكتاب المقدس بعهديه - تقول بالنص: "إذا كانت شريعة العهد القديم هى شريعة الغاب؛ فهل يمكن أن تكون وحياً إلهياً؟"،

بسبب هذه العبارة قام قداسة البابا بفصلها من التدريس فى معهد الدراسات القبطية.


.. السيد المسيح يقول:


"إن موسى كتب عنى"،

"ولا تزول نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل"،


وهى تتجاسر أن تقول هذا؟!! شئ عجيب جداً.

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى