المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموضوع: "العذراء مريم"

اذهب الى الأسفل

الموضوع:      "العذراء مريم" Empty الموضوع: "العذراء مريم"

مُساهمة من طرف the gospel الخميس 28 فبراير 2008 - 4:14

أخترنا الليلة موضوع العذراء مريم، حتى نكتشف عظمة دورَها. وفي نفس الوقت نكتشف أنّها ليست الله، و ليست الربّ يسوع.

فكرت في ثلاث امكانيات لطرح الموضوع.

أولاً: طرح إشكاليات ظهورات العذراء، مثلما هيَ تُطرَح اليوم بقوّة.

ثانيا: طرح العقائد المريميّة الواحدة تلوَ الأخرى من أول عقيدة رسميّة " " Theotocos والدة الإله إلى آخر عقيدة رسميّة أعلنتها الكنيسة "أم الكنيسة".

ثالثا: استعراض ما جاءَ عنها في الكتاب المقدّس.

وارتأيت أن انطلق من الإحتمال الثالث أي ما وَرَدَ عن مريَم في الأناجيل.



بعض الملاحظات: إن الذي ليس عنده أي فكرة عن الحياة المسيحيّة او التعليم المسيحي ويقرأ إنجيل يوحنّا، لَن يعرف ما اسم مريم، هي تُذكر "أم يسوع".

نلاحظ أن يوحنّا في ألواحد والعشرون فصلاً، لا يذكُر أي مرّة اسم مريم. اسمها غائب تماماً. هذا أول ما يلفِت النظر.

أمّا الآن فلنستعرض معاً النصوص التي تذكر العذراء بطريقة أو بأخرى.



أولاً: أناجيل الطفولة عند متى أو لوقا.

عند متى، ليس من كلمة على لسان مريم، ولا كلمة على لسان يوسف أيضاً، في كلّ الإنجيل مريَم لا تتكلّم، متى لا ينقل أي كلمة، إنّما يذكرها.

-1- في النسب، بأول إنجيل متى، "... ويعقوب وَلَدَ يوسف رجُلَ مريَم التي وَلَدت يسوع الذي يُدعى المسيح". متى1/16

-2- يذكرها أيضاً في حلم يوسف. يُخبر متى كيف أن يوسف كان رجلاً باراً ولم يرد أن يَشهرَ امرها... وبينما هوَ يفكّر في هذا الأمر، ظهرَ له ملاك الربّ في الحلم وقالَ له: "يا يوسف ابنَ داود، لا تخف أن تأخذَ مريَم امرأةَ لكَ، فهي حُبلى من الروح القدس..." متى 1/ 20.

-3- عندما أتى المجوس الى البيت ورأوا الطفل ويوسف والأم، "ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع أمّه، ثمّ بعد ذهاب المجوس أتى الملاك يقول له "قم وخذ الصبيّ وامّه واهرب إلى مصر". وهكذا.

ولكن ولا أي كلمة لمريَم العذراء في إنجيل الطفولة.

مرقس ليس عنده إنجيل طفولة.

عند لوقا:

-1- أول نص هو نص بشارة مريم. تسأل مريَم "ما معنى هذه التحيّة"، وتقول للملاك: "كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرفُ رجلاً"، وأخيراً: "ها أنا خادمةُ الربّ: فليكُن لي كما تقول". لوقا1/ 28-38.

-2- زيارة مريَم إلى أليصابات ونشيدها المشهور. لوقا1/46...

-3- في الهيكل مع سمعان الشيخ وحنّة النبيّة. مريم تُدهَش، تتعجّب ولا تتكلّم. لوقا2/ 33.

-4- في الهيكل لما كان يسوع ابن اثنتي عشر سنة، تقول مريم "يا بُنَي لما فعلتَ بنا هكذا؟ فأبوكَ وأنا تعذبنا كثيراً ونحن نبحثُ عنكَ". لوقا2/48.

أمّا في حياة يسوع العلانية، فنرى مشهدَين مهمَّين.

أولاً: عندَ الإزائيين أو متى مرقس ولوقا، نرى مريم تبحث عن يسوع، ويسوع يقول، "هؤلاء هم امّي وأخوتي. لأن من يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمّي". متى 12/49- 50

ثانياً: في عرس قانا الجليل. ) يوحنا بداية الفصل الثاني (.

هذا في حياة يسوع العلانية.

عند صلب يسوع، تظهر مريَم بعيدة عن الصليب في الأناجيل الإزائية، وفي يوحنا تظهر واقفة على أقدام الصليب، وفي كل حياتها مع يسوع في الأناجيل الإزائيّة لا تقول ولا كلمة.

عند يوحنا، في عرس قانا الجليل هناك كلام لمريَم بينَها وبينَ يسوع، وعلى الصليب كلام من يسوع لها.

لا ذكر لمريم العذراء في القيامة.

آخر ذكر واضح لمريم العذراء هو في العنصرة، عندما كان التلاميذ مجتمعين والأبواب موصدة خوفاً من اليهود وكانوا يصلّوا". أعمال1/14.

وبعدها لا ذكر صريح لمريم إلاّ في نصّين ممكن أن نفكّر فيهم.

أولاً: في رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية يذكر "مولودٌ من امرأة". غلا 4-4

ثانياً: في الرؤيا، فصل 12 الذي يصِف المرأة الملتحفة بالشمس وحولَ رأسها اثني عشر كوكب والتنّين الناطر أن يقتُلَ ولَدَها...

هذه هيَ المقاطع الكتابيّة التي تتكلم عن العذراء مريَم.

سأشرح الآن لنتعرّف على العذراء مثلما هيَ.

أسأل سؤال لكل الذين يقولون أنّ عقيدة الحبل بلا دنس غائبة عن الكتاب المقدّس وموجودة فقط في التقليد الكنسي. لنرى:

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الموضوع:      "العذراء مريم" Empty رد: الموضوع: "العذراء مريم"

مُساهمة من طرف the gospel الخميس 28 فبراير 2008 - 4:15

أوّل نص: نصّ البشارة "إفرحي يا ممتلئةً نعمة الربُّ معَكِ".

عند الأخوة البروتستانت ترجمة مختلفة "أفرحي أيتها المُنعَم عليها".

ونُخطئ إن قلنا أن ترجمتَهم ليست صحيحة، هيَ صحيحة وترجمتنا أيضاً صحيحة. الكلمة الأصليّة تحتمل الترجمتين.

إذا قلنا "المُنعَم عليها" شيء، و"الممتلئة نعمَة" شيءٌ آخر. لكن بالمقارنة مع بولس، وبدون أن ننسى أنّ لوقا تلميذ بولس، فهوَ يُعطيها المعاني الموجودة عند بولس، وعندها نكون ميّالين أكثر إلى "الممتلئة نعمة"، خاصّةً وإن هذه الترجمة كانت الأكثر شيوعاً قبل لوثر، أي هيَ تقليديّة أكثر في الكنيسة.

لنرى الآن ما هوَ الاعتراض على "الممتلئة نعمة" للذين لا يُريدون الإيمان بعقيدة الحبل بلا دنَس: إن الله وحدَه هوَ ملء النعمة.

ولكن حالاً نحنُ نُجيب:

أولاً : الله وحدَهُ ملء النعمة والله وحدَهُ كان بأحشائها.

ثانياً: هناكَ فرق بين "ممتلئة نعمة" وبينَ "فيها ملء النعمة". فمثلاً إذا قلنا إن كلّ هذه المياه يسَعُها هذا البرميل الذي يسع طنّاً من الماء، وهذه الماء هيَ700 ليتر، فنرى أن ملء كميّة الماء موجودة في البرميل ولكن البرميل ليس ممتلئ، بينما ملء كميّة الماء ليست موجودة في الكبّاية لكنّ الكباية مليانة.

الله يبقى أعظم مِن مريم، هيَ ليست مستوعِبَة كل الله لكن ممكن ألا يكون بمريم العذراء ولا مكان إلاّ وفيه الله. أي أنّ مريم العذراء كلّها مليانة من الله، ممتلئة نعمة. ليس فيها أي زاوية للخطيئة.

ثالثاً: عرس قانا الجليل والصليب. في عرس قانا الجليل، "الممتلئة نعمة" ماذا تقول ليسوع؟ ليس عندهم خمر! هذا الكلام ليس صحيحاً. الواقع هيَ تقول: "ما بَقيَ عندَهم خمر"، بينما مريَم قالت "ليس عندَهم خمر". ولم تَقُل ليس عندنا خمر. هي عندها خمر ولكن هُم ليس عندَهم. أمّا إجابة يسوع فهيَ مهمّة جدّاً، تُمهّد لنقطة ثانية، يقول: "ما لي ولكَ أيتها المرأة، لم تأتِ ساعتي بعد". فلنطرح على أنفسنا سؤال. كلمة "يا امرأة" لم يُطلقها يسوع فقط على العذراء. السامريّة ايضاً يقول لها "يا امرأة"، الخاطئة التي كانوا ينوون رجهما أيضاً "يا امرأة اذهبي... ولا تعودي للخطيئة". هذا اللقب أعطاه يسوع لغير أُمّهِ ايضاًَ. يضع أمّه بمصاف سائر النساء. لأول وهلة نشعر شعوراً سيّئاً، "ولوَ هذه أمّه مريم". هكذا يضعها في مصاف كلّ النساء؟ أينَ الغرابة. عندما يضع ابنُ الله نفسه بمصاف كلّ البشر، فأينَ الغرابة أن يضعَ أمّه "الممتلئة نعمة" وَليسَت النعمة، بمصاف النساء. أينَ الغرابة؟ بالعكس لِنفس السبب الذي من أجله هوَ صارَ كسائر البشر، من اجل السبب ذاته صارت هيَ كسائر النساء، ولو قالَت عنها أليصابات "مباركَةٌ أنتِ في النساء". تماماً مثلما يسوع أتى ليعطي للبشريّة أب واحد هو أبيه السماوي، اتى ليُعطي البشريّة أمٌّ واحدة هي مريم.

ماذا حدث في قانا "ما لي ولكَ يا امرأة". أنتِ اليوم امرأة كسائرِ النساء، وأنا رجل كسائر الرجال، ومن هذا المنطلق سنَخضع أنا وأنتِ للساعة التي يقرّرها الآب. "لم تأتِ ساعتي بعد"، أي ليست هي هذه الساعة التي قرّرها الآب.

هذا وجه، ولكن هناك وجه ثاني سيظهر على الصليب. وجه المرأة الأم.

نقرأ في إنجيل يوحنا خاصةً ترجمة الكسليك، الفصل 19 من الآية 25: "وكانَ هناك، عندَ صليب يسوع، وقفت أمّه، وأختُ امّهُ مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدليّة. ولمّا رأى يسوع الأم وإلى جانبها التلميذ الحبيب إليه، فقال لأمّه: "يا امرأة، هذا ابنُكِ"...

إذا حاولنا أن نفهمّ هذا جيّداً. ماذا نجد. نعود إلى نص التكوين، لما خلق الله الإنسان وخلق له المرأة وأتى الإنسان ليعطيها إسم ولم يقدر... فهي تُدعى أمرأة لأنّها من امرءٍ أُخِذَت.

وبعد الخطيئة... سمّاها حواء لأنّها أم كلّ حيّ. وعندما قال يسوع لمَريَم انتِ الأم وهذا ابنُكِ، وانتِ لستِ حواء بل أنتِ المرأة. إن اسمُكِ ليس الإسم الذي أخذته المرأة بعد الخطيئة لكن الإسم الذي أخذتهُ المرأة قبل الخطيئة. أنتِ أمّ، لكن أنتِ أمٌّ بريئة من كلّ خطيئة. ويعودوا يقولون أنّهُ لا كلام عن الحبل بلا دَنَس في الإنجيل؟ غريب!

وأكثر من هذا، نلاحظ. إن عرس قانا الجليل، موضوع في إطار يوم سابع. هوَ ختام أسبوع أوّل من بشارة يوحنا وبشارة يسوع.

نقرأ في إنجيل يوحنا الفصل 1، في الآية 19 يبدأ ببشارة يوحنا إلى الآية 29، فلننتبه إلى عدد المرّات التي يقول فيها "وفي اليوم التالي". في الآية 29 "وفي اليوم التالي كان يوحنا واقفاً هناك". هذان يومان... ثمّ الآية 35، وفي اليوم التالي، أصبحوا ثلاثة أيام، ثم الآية 43، "وفي اليوم التالي نوى يسوع أن يذهب إلى منطقة الجليل" أصبحوا أربعة أيام... ننتقل إلى الفصل 2 الآية 1يبدأ "وفي اليوم الثالث كان عرس قانا "... نحسب أربعة أيام وثلاثة هنا، أصبحوا سبعة أيام، وَضَعَنا برواية الخلق. ربّنا خلقَ الكون في ستّة أيام وفي اليوم السابع استراح.

يأتي عرس قانا في اليوم السابع، بدأ يوحنّا إنجيله "وفي البدء كان الكلمة، والكلمة كان عندَ الله".. يوحنا 1/1، وهنا وضعنا بإطار الخلق في يوم سابع. وسمّى مريَم بهذا الإطار، سمّاها أمرأة. إذاً هيَ فعلاً حواء الجديدة المنزّهة عن الخطيئة.

يكفي هذا القدر حول قضيّة الحيل بلا دَنَس.



أختم: الحبل بلا دَنَس ليس معناه أبداً أن مريَم وُلِدَت من بتول. هيَ نتيجة علاقة طبيعيّة من والديها. وهذا لا يفسر أن مريم بتول، ولكنّي لا أقول أنّها ليست بتول، هي بتول قبل الميلاد وفيهِ وبعدَه ولكن ليس هذا الحبل بلا دَنَس. يسوع وُلِدَ من بتول بلا علاقة بينَ مريَم ويوسف، لكنّه لو وُلِدَ بعلاقة لم يكن ليولد بالدنس. أقول أن مريَم بتول ويسوع وُلِدَ ولادة بتوليّة، لكن أقول أن ليست هذه عقيدة الحبل بلا دَنَس، عقيدة الحبل بلا دَنَس هيَ أن مريَم مِنَ اللحظة التي حُبِلَ بها في بطنِ أمّها عُصِمَت من الخطيئة الأصليّة، لكن انتبهوا، عُصِمَت نظراً لإستحقاقات يسوع المسيح. فَهيَ مخَلَّصَة وليست مُخَلِّصَة. هي لا تقدر أن تُعطي خمر هيَ ليست مخلِّصَة، هيَ تقدر أن تمون على ابنها أن يعطي خمر.



هذا سيطرح مشكلة، عندما سنقول أن "مريَم هيَ شريكة بالفداء".

سيقومون علينا أخوتنا البروتستانت والأورتودوكس.

هم يرفضون ولكن بالنهاية نحن متفقين. سأشرح.

الأورتودوكس يقولون أن مريَم بُرِّرَت من الخطيئة لكن بتجسّد يسوع فيها.

نحنُ نقول هُيِّأت لهذا التجسّد.

أخوتنا البروتستانت، عندهم المشكلة لا تُطرح لأن عندهم لا أحد مبرَّر من الخطيئة حتى المخلّصين، يعاملهم الله وكأنّهم لم يَخطأوا. لكن لا تغيير في الكيان. أنتَ خاطئ ولو آمنت، فالله يستر خطيئتك ولا يعود ينظر إليها ولكن أنتَ كائن خاطئ. بينما نحنُ نقول، لا، فإن صكّ الخطيئة يُمحى، لهذا لا تُطرح قصة الحبل بلا دنس عندَهم لأن مريم مخلَّصَة مثلها مثل غيرها مخَلَّصة لكنّها في الخطيئة.

هنا لا نحكي عن فئة من البروتستانت الذين هم كاثوليك اكثر ممّا هم بروتستانت، مثل "Max Turian" الذي كتب كتاباَ رائعاً عن مريم عندما كان ما زال بروتستنتياً، أسمه Marie Mère de Jésus Figure de L’Église"" . تُرجِمَ إلى العربيّة منشورات دار المشرق. "مريم أم يسوع وصورة الكنيسة".

إذاً إن أول عقيدة أُعلِنَت في الكنيسة تيوتوكوسTheotocos " " " والدة الإله". وهنا ملاحظة أن يسوع ولا مرّة يقول لمريم أمي. الإنجيليون الإزائيون يسمّونها أما يوحنا فلا يسمّيها أبداً. من النساء يسمّي مريَم المجدليّة، ومريَم أخت لعازر، أمّا مريَم العذراء فلا يسمّيها ولا مرّة، لكن لا يُعطي لقب ألأم إلا لمريَم التي لا يسمّيها. وهو لا يحكي عن أم ثانية بينما عند لوقا باقي الأمهات يذكرهم بأسمائهم، أم يوحنا يسمّيها أليصابات وغيرها... عند يوحنّا ليس غير مريَم أمّّ. لا أم غيرها. وهوَ في النهاية سيسمّيها "الأم".

إذا يسوع لا يسمّيها أمّي ونحن كيف نقول أنّها والدة الإله. هل نحنُ ندّعي أنّها وَلَدَت الإله وبنفس الوقت نقول أنه" مولود غير مخلوق".

كيف هيَ التي ولَدَت في التاريخ تكون والدَة الإله؟

متى يقول في بداية إنجيله "يوسف رجل مريَم التي وُلِدَ منها يسوع" ثمّ،

"لا تَخَف أن تأخذَ مريَم إلى بيتِكَ"...

"خذ الصبيّ وأمّه وأهرب إلى مصر" ...

هذا في ما يتعلّق بالله، أما الناس: "أمّكَ وأخوتكَ يبحثون قائمون خارجاً ينتظرون"

وفي عرس قانا "كانت أمّ يسوع هناكَ" "ويسوع وتلاميذه أتوا إلى العرس".

على الصليب "ولمّا رأى يسوع الأم" "قال لأمّه" . لكن ولا مرّة يقول أمّي، لا بإنجيل يوحنّا ولا بالإزائيين، لماذا؟

بدأنا وقلنا أنّه وضعها بمصاف كل النساء ولكن أيضاً يسوع مثلما يطلب من أتباعه أن يتركوا أب وأم وأخت وأخ وإبن وبنت، مريّم هي أيضاً من أتباعه، ومطلوب أنّ تطلع من لعبة الأمومة العاطفيّة المتملّمة، وتعترف أن ابنها للكل وهيَ للكل، ولهذا ولا مرّة قبِلَ أن يستملكها ولا هيَ تستملكُهُ، حتى يكونا النموذج. أصلاً انتَ المثال لما قلت لهم "أمّي وأخوتي هم الذين يسمعون كلام الله ويعملون به".

وانتِ يا مريَم من أول الطريق قلتِ "أنا أمةُ الربّ"، أكملي فالمطلوب ليس أكثر من هذا.

ومعَ هذا نبقى ونقول هيّ "THEOTOCOS"والدة الإله. في مجمع أفسس قالت الكنيسة عن مريم أنّها والدة الإله، لم تقل هذا دفاعاً عن مريَم بل دفاعاً عن يسوع، نحن لا نقدر أن نفصل بين الطبيعة الإلهيّة والطبيعة الإنسانيّة بشخص يسوع. هذا المولود من مريم هوَ إله وإنسان. هذا الإله الإنسان هوَ الذي وَلَدَتهُ مريم. لهذا كانت الكنيسة تؤكّد أنّ مريَم هي والدة الإله. كانت الكنيسة تقول هذا ليس لتقول كم أنّ مريم عظيمة لكن لتقول أننا لا نفصل بين الطبيعة الإلهيّة والطبيعة البشريّة، هنا نجد توازن بين والدة الإله وبين الأمرأة. وبينَ الألوهة والناسوت هناك يسوع المسيح، وهذا يخلق توازن.

يبقى شيء أخير. بأي روحانيّة أكون مع مريم. فلنتوقف قليلاً عند عرس قانا الجليل.

آخر كلمة لمريَم العذراء: "إفعلوا ما يأمركم به". هذا الكلام من مريم العذراء أفَضّل أن لا نعتبره أن مريم كانت متأكّدة أنّه سيعمل خمر. بل نأخذه على محمل ثاني هو أهم. بالنهاية، ليس بالضرورة أن نكون نريد خمر ولكن يجب أن نريد الذي يُريدُه.

إن الذي يُعطي الخمرة الطيبّة هو يسوع والخمرة الأخيرة الذي سيعطيها ستكون أطيب، خمرة الساعة ستكون أطيب من خمرة العرس الأرضي، والحلو أن مريم ستكون حاضرة على الخمرتين. مريم ستكون حاضرة على الخمرتين والخمرتين سيُعطَوا بحضور مريَم.



روحيّاً: نُريد أن نتصالح مع مريم التي تشبهُنا، وفي نفس الوقت نتصالح مع مريَم المثال.

أولاً نتصالح مع مريم التي تشبهنا. غريب. وخصوصاً نحن الكاثوليك بكل طوائفنا نريد أن ننزّه مريم عن كلّ ألم. لأنّها منزّهة عن الخطيئة. لماذا؟ هيَ منزّهة عن الخطيئة بفعل الخلاص، ابنها يسوع منّزه عن الخطيئة طبيعيّاً وكيف نقبل له الألم. لماذا نشكّك لما يقول لوقا: "لماذا تبحثان عنّي ألا تعلمان أنه يجب على أن أكون في ما هوَ لأبي"... ولم يفهما ما قال لهما، ونحن نقول أنّ مريَم من البشارة فَهِمَت كلّ القصّة، وارتاحت؟ ونحن نسمّيها شريكة بالفداء. ويسوع هو الذي يتألّم على الصليب وهي مطمئنّة لا تبالي؟ مطمئنّة أنّه سيقوم؟ فلنعود ونلتقي بمريم التي تشبهُنا، التي عندها تساؤلات وهي تكبر وتعرف كل يوم يسوع اكثر. ولكن بدون خطئية بلا شك. أمّا مريَم المثال، اين يكمن المثال؟ ومَن قال أنّها ليست مثلك؟ المثال إذا لم يكن مثلك فهو ليس بمثال. إنّ الله لا يقدر أن يكون مثال لكَ لأنّكَ تقول له أنتَ الله. يسوع يستطيع، هوَ يقول أنا مثلكَ اتعامل مع الوجع، أحب، أتكلّم مثلُكَ مع مريم...

ومريَم تقول نفس الشيء. أنا مثلُكَ والمثال لا يعود حُلم يُصبح حقيقة. في العائلة الأب والأم يقدروا أن يكونوا مثال لأولادهم لأنّهم مثلهم. فالولد يجب أن يعرف أن اهله يخطأوا وإنّهم مثله يقومون بجهد، ويعرف أنه ايضاً يقدرمثلهم أن يجتهد ويطلع من ضعفه.

مريم مثلُكَ. أنظر ماذا عملت. إذا أنتَ تقدر. مريم استطاعت أن تقول "انا امة الرب فليكن لي ما تُريد" وانتَ ايضاً تستطيع، ومريم مثلكَ عندها تساؤلات، إذاً لا مشكلة إذا كان عندكَ ايضاً تساؤلات، ولكن مريم التي لم تستوعب كل شيء دائماً، وثقت للنهاية، وعرفت أن تمشي وتصل للآخر. بهذا المعنى مريم تكون لكَ مثالاً.



آخر نقطة: الشفاعة والشريكة في الفداء.

الشريكة في الفداء مشكلة، نحن عندنا فادٍ واحد، مخلّص واحد، هو يسوع المسيح. فإذا عندنا مخلًص واحد لا غيره، فبأي معنى مريم هي شريكة في الفداء. هل يا تُرى هذا يعني أنّها فادية أو شريكة في الوساطة Co-médiatrice . هل يا تُرى يعنى أنّها وسيطٌ أيضاً؟

مشاركتها في الفداء هو باسم البشريّة كلّها وهي عمليّاً التي قادت كل مشاركة البشريّة في الفداء المختَصَرَة في مريم العذراء، لما قبلت العطيّة صارت شريكة، ليس بمعنى أنّها حقّقت الفداء ولكن بمعنى أنّها استقبلت الفداء ودخلت فيه بإسمنا كلّنا.

إذاً شفاعة مريَم تكمُن في كونها الصورة الأولى والمثال للكنيسة التي تُعطي المسيح. هيَ اعطت المسيح، لهذا شفاعتها مميّزة عن شفاعة كل القديسين، هي صورة للكنيسة التي تُعطي المسيح كل يوم للبشريّة.

ما هيَ الشفاعة؟ هي واحدة: أن تقول ليسوع "هؤلاء الناس بحاجة إليك"، "لستَ انتَ عندهم" هي لم تقل أعمل لهم خمر. هيَ وضعت الإنسانيّة أمام يسوع وقالت له مشكلتهم وقالت لهم "إعملوا ما يقوله لكم". أن حبّه لنا يعرف مشكلتنا وأمّه تنقر له رأسه بمشاكلنا. إذا عندما نعرف ما يريدُهُ منّا، نكون أيضاً نحن شركاء بالفداء ولكن تبقى مريم شريكة بمعنى مميّز. انطلاقاً من هذه الفكرة هناك خطر أن نفهم أن مريم شريكة بالفداء بمعنى آخر. وهنا نفهم أخوتنا الأورتودوكس. آمين.

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى