المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيف مات المسيح؟

اذهب الى الأسفل

كيف مات المسيح؟ Empty كيف مات المسيح؟

مُساهمة من طرف the gospel الإثنين 7 أبريل 2008 - 11:33

كيف مات المسيح وهو الحى الذى لا يموت؟
v وإذا كان المسيح هو الإله القدير، فكيف يموت؟
v وهل كان موته ضعفاً أو رغماً عنه؟
vمن كان يدير الكون أثناء موته؟
1.أتخذ جسداً قابلاً للموت
المسيح بلاهوته لم يمت لأنه كلمة الله، الله الكلمة، والله لا يموت، فهو الحى القيوم الذى لا يموت والسرمدى الذى لا بداية له ولا نهاية، القدير، والذى لا يتغير. كما نصلى كل يوم وفى كل قداس قائلين:
"قدوس الله. قدوس القوى. قدوس الحى الذى لا يموت".
وكما يقول الكتاب:
"أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الآله الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شئ"(1).
ولكنه مات بالجسد كما نقول فى صلاة الساعة التاسعة:
"يا من ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة"
وكما يقول الكتاب:
"مماتاً بالجسد ولكن محى فى الروح"(2).
فقد أتخذ الناسوت كاملاً، وكان ناسوته قابلاً للموت، فقد كان الجسد الذى أتخذه مثل أجسادنا "كان ينبغى أن يشبه أخوته فى كل شئ". "شابهنا فى كل شئ(3) ما خلا الخطية وحدها"(4). وبرغم أنه لم يفعل خطية لأنه "قدوس وبار"(5). إلا أنه كان يجب أن يموت عن الخطاة "البار من أجل الأثمة لكى يقربنا إلى الله"(6).

v قال القديس أثناسيوس الرسولى:
"وإذا رأى "الكلمة" أن فساد البشرية لا يمكن أن يبطل إلا بالموت كشرط لازم، وأنه مستحيل أن يتحمل "الكلمة" الموت لأنه غير مائت ولأنه ابن الآب، لهذا أخذ جسداً، قابلاً للموت، حتى بإتحاده "بالكلمة" الذى هو فوق الكل، يكون جديراً أن يموت نيابة عن الكل… وإذ "قدم للموت ذلك الجسد الذى أخذه لنفسه كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة، فقد رفع حكم الموت فوراً عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضاً عنهم جسداً مماثلاً لأجسادهم"(7).
وقال أيضاً "مادام الجسد قد اشترك فى ذات الطبيعة مع الجميع لأنه كان جسداً بشرياً، وإن كان قد أخذ من عذراء فقد بمعجزة فريدة، فكان لأبد أن يموت أيضاً كسائر البشر نظرائه، لأنه كان جسداً قابلاً للموت، ولكنه بفضل إتحاده "بالكلمة" لم يعد خاضعاً للفساد بمقتضى طبيعته، بل خرج عن دائرة الفساد بسبب "الكلمة" الذى أتى ليحل فيه"(Cool.
2.مات بإنفصال الروح الإنسانية عن الجسد
كان جسد السيد كاملاً من لحم ودم وعظام وروح ونفس، ولذا مات كسائر البشر بإنفصال الروح عن الجسد:
"فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح"(9).
"وقال يا أبتاه فى يديك أستودع روحى. ولما قال هذا أسلم الروح"(10).
"وقال قد أكمل. ونكس الرأس وأسلم الروح"(11).
لقد صرخ بصوت عظيم قائلاً "قد أكمل" ثم أسلم الروح فى يد الآب. أنفصلت الروح عن الجسد ولكن لم ينفصل لاهوته عن جسده، عن ناسوته، فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.
نعم أن "الرب هو الروح"(12) و"الله روح"(13) والروح القدس هو روح الآب والابن، روح الآب و"روح المسيح"(14) ولكن المسيح لم يمت بأنفصال أو مفارقة اللاهوت للناسوت ولا الروح القدس للناسوت، لأن الذى أتحد بالناسوت هو الابن، كلمة الله، ولكن الروح القدس هو الذى حل على العذراء فولدت المسيح بدون زرع بشر وحل على المسيح فى العماد.
مات المسيح بإنفصال روحه الإنسانية عن جسده الإنسانى دون أن ينفصل اللاهوت عن الناسوت. مات بإنفصال شقى الناسوت، الروح والجسد، دون أن ينفصل اللاهوت عن كليهما. أنفصلت الروح عن الجسد ودفن الجسد فى القبر وذهبت الروح إلى الهاوية وظل اللاهوت متحداً بالجسد فى القبر فظل الجسد سليماً وبلا فساد، كما ظل اللاهوت متحداً بالروح فإستطاعت أن تدخل اللص اليمين الفردوس وكذلك تخرج المنتظرين على الرجاء وتدخلهم الفردوس:
"فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله مماتاً فى الجسد ولكن محى فى الروح. الذى فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن"(15).
وقال للص على الصليب وهو فى طريقه إلى الموت:
"اليوم تكون معى فى الفردوس"(16).
v جاء فى القسمة السريانية:
"هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد، وذبح وإنحنى بالصليب وإنفصلت نفسه عن جسده إذ لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده".
v قال القديس كيرلس عمود الدين:
"لأجلنا واجه الموت بنفسه ومر بالاختيار الذى يعد نصيب البشرية كلها، أى أنه مات بالجسد ولكنه الإله الذى هو الحياة"(17).
وقال القديس أثناسيوس الرسولى:
"إذا دققنا النظر فى تدبير الصليب الذى أعلن عن حقيقة جسده عندما سال دمه وإنسكبت معه ماء فأعلن بذلك عن قداسة ناسوته وأنه بلا عيب لأنه جسد الكلمة الله. وعندما صرخ بصوت عال "وأحنى رأسه ولفظ روحه" أعلن بذلك عما فى داخل جسده أى نفسه الإنسانية التى قال عنها فى مناسبة أخرى "أنا أضعها عن خرافى" ولا يمكن لمن يفهم تدبير الصليب بشكل سليم أن يفهم أنه عندما لفظ أنفاسه كان هذا بمثابة مفارقة اللاهوت له وإنما كان خروج نفسه فقط. ولو كان الموت أى موت الجسد – كما يقولون هو مفارقة اللاهوت لجسده، لكان هذا موتاً خاصاً به فقط ليس الموت الذى يخصنا نحن، وكيف يمكن للاهوت أن ينزل إلى الجحيم علانية بدون حجاب يستتر به؟ وفى هذه الحالة علينا أن نسأل أين النفس الإنسانية التى وعد الرب أن يضعها عن خرافه؟… أما إذا كان موته هو خروج نفسه منه فإننا فى هذه الحالة يمكن أن نقول أن أنه مات الموت الذى يخصنا نحن، أى أنه قبل واحتمل تقسيم الإنسان إلى نفس وجسد، كما سبق وأحتمل ميلادنا الجسدانى"(18).
قال يوحنا الدمشقى:
"إذاً فإن المسيح، ولو كان قد مات بصفته إنساناً وكانت نفسه المقدسة قد إنفصلت عن جسده إلا طهر، لكن اللاهوت ظل بلا إنفصال عن كليهما، لا عن النفس ولا عن الجسد، واقنومه الواحد لم ينقسم بذلك إلى أقنومين. لأن الجسد والنفس منذ إبتدائهما – قد نالا الوجود فى أقنوم الكلمة بالطريقة نفسها، وفى إنفصال أحدهما عن الآخر بالموت، ظل كل منهما حاصلاً على أقنوم الكلمة الواحد، حتى أن أقنوم الكلمة الواحد ظل أقنوم الكلمة والنفس والجسد. فإن النفس والجسد لم يحظيا قط بأقنوم خاص لكل منهما خارجاً عن أقنوم الكلمة، وأن أقنوم الكلمة ظل دائماً واحداً ولم يكن قط إثنين، حتى أن أقنوم المسيح دائماً واحد. وإذا كانت النفس قد إنفصلت عن الجسد إنفصالاً مكانياً، فقد ظلت متحدة به إتحاداً أقنومياً بواسطة الكلمة"(19).
3.من كان يحكم الكون أثناء موته؟
قلنا أن اللاهوت لا يموت وأن المسيح مات بإنفصال شقى الناسوت مع بقاء اللاهوت متحداً بهما. وإذا كان الله بلاهوته الغير محدود قد أتحد بجسدا محدود فهذا لا يعنى أن اللاهوت يمكن أن يحد أو أن الناسوت حصر اللاهوت وحده، كلا، فاللاهوت لا يحده شيئاً على الإطلاق إذ أنه مالى الكل. والرب أوضح بنفسه هذه الحقيقة قائلاً:
"وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء"(20).
وهذا يعنى أنه بالرغم من تجسه إلا أنه مالئ الكل بالهوته الذى نزل هو الذى صعد أيضاً فوق جميع السموات لكى يملأ الكل"(21).
وهو الذى قال لتلاميذه "لأنه حيثما أجتمع إثنان أو ثلاثة بأسمى فهناك أكون فى وسطهم"(22). قال هذا وهو بالجسد دلالة على عدم محدودية لاهوته. وقال لتلاميذه وهو صاعد بالجسد "ها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر"(23). برغم صعوده بالجسد وجلوسه عن يمين العظمة فى الأعالى بالجسد لكنه موجود فى كل مكان بلاهوته.
وهكذا لما مات بإنفصال نفسه الإنسانية عن جسده الإنسانى كان لاهوته حى وموجود فى كل مكان، فقد كان الميت الحى، الميت بناسوته والحى بلاهوته.
vقال القديس أثناسيوس الرسولى:
"صار له كل ما للبشر كأنه واحد منهم مع أنه فى نفس الوقت خالقهم ويملأ بلاهوته السماء والأرض".
vقال القديس كيرلس عمود الدين:
"ونحن لا نعلم بأن الكلمة عندما تجسد وصار إنساناً كاملاً أصبح محدوداً. فهذا هو الغباء بعينيه. وإنما نحن نعلم بأنه يملأ السموات والأرض وما تحت الأرض"(24).
"أما أملاء أنا السموات والأرض يقول الرب"(25).

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى