المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشركة في آلام المسيح أساسية لإدراك قوة قيامته!

اذهب الى الأسفل

الشركة في آلام المسيح أساسية لإدراك قوة قيامته! Empty الشركة في آلام المسيح أساسية لإدراك قوة قيامته!

مُساهمة من طرف the gospel الأحد 6 أبريل 2008 - 19:07

عيد القيامة



23 أبريل، 2006



نيافة الأنبا سوريال



أسقف ملبورن وتوابعها



الشركة في آلام المسيح أساسية لإدراك قوة قيامته!



"لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته" (فيلبي3: 10)



أعزائي الأحباء، كهنةً وشعباً،



المسيح قام! بالحقيقة قام!

هذه الكلمات هي شعار كل مسيحي أرثوذكسي خلال الخمسين يوماً المقدسة بعد عيد قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. إنها كلمات النصرة التي نعلنها للكون كله بأن خالق الكون قد تغلب على الاضطهاد، والآلام، والموت.



لقد ألهم الروح القدس القديس بولس ليقول عن المسيح إلى أهل فيلبي "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته" (فيلبي3: 10). فليس من ابتهاج اليوم إن لم يكن هناك حزن وصلب وموت. فلو لم يكن المسيح قد تألم ومات، لما كان هناك عيد للقيامة.

إن مجدَ القيامة يجب أن يُنظر إليه من خلال آلام السيد المسيح وما فعله من أجل البشرية، ذلك الذي لم يفعله أحد غيره. هذا الحب الغير محدود الذي أظهره المسيح على الصليب، هو علامة قوته وغلبته. يقول القديس بولس "إبتُلع الموت إلى غلبةٍ" (1كو15: 54).



هذه القوة التي لقيامته تُعرف من خلال الإيمان كما يعلمنا القديس يوحنا ذهبي الفم، إذ يقول "المعرفة تأتي إذاً من خلال الإيمان، وبدون الإيمان ليست هناك معرفة. وكيف ذلك؟ إنه من خلال الإيمان فقط نعرف قوة قيامته. لأنه ما هو المنطق الذي يمكن أن يوضح لنا القيامة؟ لا يوجد؛ لكن من خلال الإيمان. فإذا ما عُرِفت قيامة المسيح في الجسد من خلال الإيمان، كيف يمكن أن يُفهَم ميلاد الكلمة بالعقل؟ لأن القيامة أكثر تصديقاً بكثير بالعقل عن الميلاد العذراوي".



نحن إذاً نستطيع فقط أن نشترك في آلام المسيح إذا كان لدينا الإيمان المستقيم. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن ذلك "من الإيمان تأتي شركتنا في آلامه. كيف؟ إذ لو لم نكن قد آمنا به، لما كنا نتألم معه. لو لم نؤمن أننا سوف نثبت فيه ونملك معه لما كنا نتحمل هذه الآلام".



حينما يتألم المسيحيون وحتى حينما يموتون من أجل خاطر المسيح، فليس ذلك نوعٌ من الماشوسية (أي التلذذ بالألم)، إنما هو تقدمة حب للواحد الذي مات من أجلنا. يقول أحد آباء الكنيسة "نحن الذين نؤمن بالمسيح نتحمل الآلام معه وفي الحقيقة كل الآلام، حتى إلى حد الصليب والموت. ومن المعرفة لكل ذلك، ومن الشركة في الآلام، تأتي القيامة. لذا كما إننا شركاء في موته وفي تعبه، فإنه أصبح بإمكاننا أن نشترك في قيامته".



هذه الكلمات ترن اليوم بصوت عالٍ لنا نحن المسيحيون الأقباط الأرثوذكس حول العالم، وهي كلمات ذات معنىً عميق. نعم، نحن نبتهج اليوم لانتصار إلهنا القوي ومخلصنا يسوع المسيح على الموت، ونحتفل بقيامته المفرحة؛ لكن في نفس الوقت نشترك في آلام المسيح، والقيامة بالنسبة لنا لا معنى لها بدون هذا الألم والعناء. لقد دَفعَ الثمن على الصليب من أجل خطايانا ليخلصنا. ومع ذلك فهو أيضاً قد قال لنا "تعال اتبعني حاملاً الصليب" (مرقس 10: 21).



في الأسبوع الماضي في الإسكندرية، حمل مسيحيو مصر الأقباط الأرثوذكس صليبهم لقد شاركوا بالكامل في آلام المسيح وتوافقوا مع موت المسيح وقدموا، حتى الآن، إلى السماء شهيداً آخر. لقد تعلموا من سيدهم، يسوع المسيح ومن القديس بولس الرسول العظيم الذي قال للرومان "لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن" (رومية14: Cool. لقد صمدوا أمام هذا الهجوم البربري الشرس الذي استهدف أربعة كنائس، وقد جُرِح عشرات المسيحيين بالسيوف الحادة، وسُجِنَ ، ضحايا أبرياء، الذين كانوا يدافعون فقط عن حقهم في أن يُسَموا بالإسم الذي هو فوق كل إسم آخر. يقول القديس بولس الرسول "لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه إسماً فوق كل إسم" (فيلبي 2: 9).



هذا هو صليبنا الذي علينا أن نحمله بفرح، ونحسب أنفسنا سعداء أن نكون مستحقين لأن نتألم من أجل ربنا ومخلصنا المحب العطوف. أما الجانب الآخر من الصليب فهو مَجدٌ، إنه مجد احتفالنا اليوم بهذا العيد. فالآلام، آلام مؤقتة والتي يجب أن نحتفظ فيها بالرجاء ولا نفقده، حيث أن إلهنا ليس إله يأس، وهو في هذا اليوم المفرح قد أوضح للعالم من يكون هو حقيقة، إنه المسيح القائم من الأموات وملك المجد.



يخبرنا القديس بولس "إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاءٌ في المسيح فإننا أشقى جميع الناس" (1كورنثوس 15: 19). إن حياتنا تعني أكثر من هذه الحياة الأرضية، إنها أكثر قيمة بكثير لدى المسيح الذي يحبنا والذي مات من أجلنا. يقول الرب لتلاميذه "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جَهنَّم" (متى 10: 28).



القديس بولس يعطينا أيضاً الرجاء والفرح حينما يقول "مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير يائسين. مضطَهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كل حينٍ إماتة الرب يسوع لكي تُظهَر حياة يسوع أيضاً في جسدنا" (2كورنثوس 4: 8 ـ 10). إن حياة يسوع هذه المُظهَرة في جسدنا هي الحياة الأبدية للرب القائم، الذي جاء ليمنحنا حياة أبدية معه. "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (1كورنثوس 15: 22).



فلنقدم للرب الشكر كل أيامنا على غلبته للآلام والموت. ولنكن دائماً في رجاءٍ وفرحٍ. أن نكون مسحيين معناه أن نكون فرحين، حتى في وسط الضيقات، والآلام، والظُلم. نعم، أن تكون مسيحياً يعني أن يكون لديك سلامٌ داخلي لا تستطيع أي قوة على هذه الأرض أن تنزعه منك. إنه سلام، وفرح، وغَلَبة المسيح، وهو وحده الذي يستطيع أن يمنحه للذي يريد. "ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغَلَبَةَ بربنا يسوع المسيح" (1كورنثوس 15: 57).



هذه الكلمات الأخيرة من القديس بولس تذكرنا بأنه لا شيء على هذه الأرض يجب أن يقلقنا طالما أننا ثابتين في الرب المُحِب "إذاً يا إخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مُكثرين في عمل الربِ كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الربِّ" (1كورنثوس 15: 58).



إننا نصلي من أجل أبينا قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لكي يقويه الرب ويمنحه الصحة الطيبة في كل الأوقات وأن يحميه ويحفظ حياته الطاهرة لسنين سالمة عديدة قادمة. نصلي من أجل سلام وتآلف كل العالم، وأن تتوقف الضيقات، وأن يُلقي الرب يسوع المسيح سلامه الحقيقي علينا وعلى وطننا الحبيب مصر، وأن يمنح الرخاء لأستراليا ولكل الأستراليين.



أصلي بأن يكون عيد القيامة هذا عيداً مملوءاً فرحاً وسلاماً لكل واحد منكم.



كونوا محاللين من الروح القدس.

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى