المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا يموت المسيحيون رغم ثبات الحياة الأبدية فيهم؟

اذهب الى الأسفل

لماذا يموت المسيحيون رغم ثبات الحياة الأبدية فيهم؟ Empty لماذا يموت المسيحيون رغم ثبات الحياة الأبدية فيهم؟

مُساهمة من طرف the gospel الجمعة 7 مارس 2008 - 8:37

قد يخطر في بالك، بفعل وسوسات الشيطان، أن تسأل نفسك ماذا تنفعني الحياة الأبدية، إن طمرت وأهيلت فوق جسدي الميت كتل الحجارة والتراب؟ كذلك كل القديسين يموتون، وتفسد جثثهم وتأكلها الديدان، فأين إيمانهم وحياتهم الأبدية؟

هل بلغك خبر المسيحيين الأولين حين حفروا قبورهم حول الكنيسة، وحين اجتمع المؤمنون المضطهدون في روما في سراديب مدينة الأموات تحت الأرض؟ فإن بعض الكنائس مبنية حتى الآن على القبور. لأننا لا نخاف من الموت لأجل إيماننا في المسيح، ولا نخا من الأموات لأننا أحياء، وليس للموت حق فينا أو سلطان. إننا ندخل إلى القبر كما ندخل إلى غرفة مستقلة لتبديل الملابس. ونخلع جسدنا الفاسد، ونلبس الجسد المجيد. فديننا هو رسالة الرجاء التي تغلب التشاؤم واليأس والخوف. هذه هي المعرفة الخاصة فيالمسيحي، إنه يعيش اليوم في ربه، ويطمئن فيه محفوظاً إلى الأبد. وقد كتب بولس الرسول الكلمة الجريئة قبل وفاته: قد قمنا في المسيح من بين الأموات، ونسلك الآن في جدة حياته. وجلسنا معه في السماوات، فإيماننا بالمسيح يشركنا معه في مستقبله. واعترفك بخطاياك في التوبة والمعمودية يعني موتك ودفنك. ولكن إيمانك بصلب ابن الله وقيامته المجيدة يحررك ويقيمك إلى الحياة الأبدية. فهذا هو لب الإنجيل، أن المؤمن في المسيح قد قام من بين الأموات، ويسلك في ملء الحياة الأبدية.

افحص نفسك، ألا تزال ميتاً في الذنوب والخطايا، أو هل أقامك إيمانك بالمسيح من عبودية الشر والموت؟ فالروح القدس هو عربون الأبدية فيك وحيث تثبت في روح الرب وإنجيله المقدس لا يتغلب عليك أحد بغسل الدماغ، أو تقطيع الجسد قطعاً وأجزاء، أو الأكاذيب الخادعة، لأن روح الحق هو روح الحياة. ولن تموت إن ثبت في روح ربك. لا تتهرب من السؤال، هل تعيش أنت أبدياً اليوم، أو تمكث في عبودية الموت والخطايا؟ هل تمركز المسيح في قلبك، أو لا تزال أنانياً فاسقاً؟


كيف يعيش الأموات؟


لا نعرف كثيراً عن الحياة بعد الموت، لأن الله الأزلي أوجد في حكمته هوة عميقة بين الأحياء والراقدين. ومن يتجاوز هذا الفاصل ويتصل بالأموات والأرواح، يسقط سريعاً إلى اضطراب نفسي عظيم، وينال قصاصاً أليماً في الدينونة، ويفقد الحياة الأبية، ويرتبط بالموت والأرواح الشريرة.

والمسيح يؤكد لنا أن الله ليس إله الأموات، بل إله الأحياء وهذا يدل على أن مؤمني العهد القديم، كإبراهيم وموسى وإيليا، هم ممتلئو الحياة الأبدية والمجد، وقد ظهر موسى وإيليا للمسيح على جبل التجلي. وإبراهيم رأى ولادة المسيح (يوحنا 8: 56)كما ارتاح لعازر المسكين في حضن إبراهيم (لوقا 16: 22).

وقد أخبرنا المسيح، أنه في الآخرة، لا يوجد رجال ونساء بل المؤمنون به سوف يشبهون ملائكة الله المجيدة، الذين يخدمونه بفرح وحمد.

والأساس والسبب الجوهري لراحة المؤمنين في المسيح أنه طهر ضمائرهم بدمه، وعزى ذهنهم بروحه. هل تأكدت من غفران خطاياك؟ وهل ثبت في محبة الله عملياً، وسلكت في طهارة روحه، وصرفت أيامك بالاستقامة؟ ارجع إلى المصلوب وتب نادماً على آثامك، لكييطهر دمه شعورك الباطني وتغلب محبته خبثك. لأنه بدون حياة الله الموهوبة للمؤمن، لا تجد راحة في هذه الدنيا ولا في الآخرة. وبر المسيح يبررك إلى الأبد، إن قبلت تبريره المنعم عليك.

لكن ما هي حالة الأموات بدون المسيح؟ إنهم لم ينالوا غفران خطاياهم، ولم يحفظوا من شكاوى الشيطان وتعذيبه. لذلك يتجولون مضطربين في فيافي الخوف. ولا يجدون راحة لأنفسم فكأنهم في جهنم، محرومون من الله ويعيشون في ندامة أبدية. ولا يقدرون أ يموتوا رغم تشوقهم للفناء. فيظهرون كأرواح شريرة، لأنه ليس إنسان صالحاً في نفسه. وشره يشهر ظاهراً بعد القبر. وكل من لا يتجدد بفداء المخلص، يبدو في جوف الموت روحاً نجساً. لأن من لم يمت عن كبريائه في اعتراف خطاياه فهو لم يقم في المسيح إلى لحياة الأبدية. ولكن «مَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مرقس 16: 16).

ولا تنس إلى الأبد أن إيمانك خلصك، وليس أعمالك الصالحة. أن المسيح قد دعاك بنعمته من بين الجماهير الميتة في الذنوب، ونقلك إلى ملكوته وقوته وحياته. وكلمة الكنيسة لا تعني إلا شركة الأحياء في روح المسيح، الذين انتشلوا من سلطة الموت بواطة كلمة الله الحية. هل أحيتك كلمة المسيح، وحفظتك نعمته في الحياة الأبدية؟

ولسوف تختبر بعد موتك أن رحاب المسيح حقيقية. وهناك يعيش المؤمنون في منازل أبيهم. وقد صعد المسيح إلى أبيه، وشهد لنا بكل وضوح قبل انطلاقه بوجود وطننا السماوي. فمكانك عند الله جاهز، إن ثبتّ في المسيح. ويريد ابن الله أن يجتذبنا إليه لأه يحبنا، وجعلنا بواسطة روحه القدوس أعضاء جسده. وجسد المسيح الروحاني هذا، هو سرّ نصرنا فليس المسيحيون أفراداً فقط، بل يخصون شركة القديسين. وماتوا عن أنانيتهم الفاسدة، ويثبتون في المحبة الإلهية. وهذه المحبة أبدية، ولا تسقط أبداً. وبدون هذ الشركة في المحبة وتواضع المسيح، لا توجد حياة أبدية في الإنسان.

وكما أننا في الموت نبقى مرتاحين في المسيح، هكذا نقلنا إيماننا بالفادي من ضيق العالم إلى سلامه، كقوله، الذي يلخص تعليمه في إنجيل يوحنا: «لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ،وَلٰكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ» (يوحنا 16: 33).

لاحظ من العهد الجديد العبارة «في المسيح» فتدرك سر الحياة الأبدية. لأننا في المسيح أصبحنا مختارين مدعوين متبررين أحياء خداماً آتين بثمار روحية. ونموت وسنحيا فيه حتماً. فالمسيح المقام من بين الأموات، هو نفسه رحاب سلطان الله، وملكوتهالذي نعيش فيه. إنه يتحقق في الناس العائشين في قوة الروح القدس، لأن كل روحاني يعيش في المسيح ويثبت فيه. ويشهد العهد الجديد لك أكثر من مائة وخمس وسبعين مرة أن كيان المؤمنين مضمون «في المسيح» فلست تحيا أنت، بل المسيح يحيا فيك، وقد أصبحت جزاً في المحب. «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ٱلأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (2كورنثوس 5: 17). فمن يدرك سر جوهر جسد المسيح في إنجيل يوحنا ورسائل بولس، ويعيش في المحبوب، يمتلئ بالشكر والحمد والسجود، لأجل غنى الأبدية في المقام من بين الأموات. ولا تظنن أن الحياة الأبدية فيك، هي ملكك الخاص، بل تكون لك في شركتك مع المسيح، وفي شركة المؤمنين فقط. كما أن الخبز في العاء الرباني يرمز لحلول المسيح فينا، ولكن لا يمكن لأحد أن يأكل الرغيف كله بل الجميع يشتركون فيه، ويشتركون في جسد المسيح.

هكذا نخص بعضنا بعضاً، كما أجزاء الرغيف المكسر. فالمسيح يوحد أعضاءه إلى وحدة المفديين وجيش المحبين، لأن حياته الأبدية ليست أنانية ولا انطوائية ولا متكبرة، بل وحدة ومحبة وخدمات، وشركة في التواضع والسرور.

هل اختبرت الحياة الأبدية؟ إنها تتحقق في شركة محبة القديسين، وتتسلسل في كل روحاني إلى الأبد. فمن يعيش في المسيح، يساهم في الكنيسة السماوية الحية، حيث تفرح الملائكة والقديسون بكل خاطئ يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توة. وسحابة من الشهود تراقبنا، كيف نطرح الخطية المحيطة بنا بسهولة، ونحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع.

فوحدة أعضاء المسيح الراقدين، والذين لا يزالون عائشين بعد على الأرض، أقرب وأقوى وأكثر التحاماً مما نعرف. ولكن يجب علينا، ألا نتعبّد لهم ولا نطلب عوناً أو شفاعة من مخلوق ولو كان قديساً. كما أنك لا تتكلم مع يد أوعنق صديقك بل مع رأسه لمفكر. فمن الرأس وحده تجري القوى والأوامر والدوافع الإرادية. فلهذا نرتكب خطية إن اتصلنا بالقديسين الأموات، لأن المسيح وحده هو مخلصنا ومنجينا وربنا. إنه يستحق وحدة ثقتنا ومحبتنا واتكالنا. ليست الكنيسة، ولا القديسون، ولا الأحبار، ولا الرهان والشيوخ يخلصوننا بل المسيح رئيس الكهنة، الذي انقذنا من العالم، ويشفع فينا عند القدوس، ويديمنا بواسطة ابتهاله، ويقوي إيماننا بلطفه.


متى نقوم جسدياً وكيف؟ اقرأ أولاً (1 كورنثوس 15: 12-56)


من يحب المسيح يترقب مجيئه الثاني. وكما أن العروس تنتظر بشوق مجيء العريس، هكذا ننتظر مخلصنا الرحيم. وإن لم تنتظر العروس عريسها، فهي لا تحبه. هكذا المسيحي الذي لا ينتظر المسيح لا يحبه، ولا يثبت في الحياة الأبدية. ويكون إيمانه في خطر أن يضمحل ويسقط. هل تنتظر مخلصك ومنجيك ومنقذك؟ هل تؤمن بمجيئه الثاني؟

إنه سيأتي بمجد وسلطان عظيمين، ومعه الملائكة القديسين. فبمجيئه يبعث أجساد الراقدين المؤمنين من قبورهم. والقديسون الأحياء يتغيرون ويختطفون لأن شوق المسيح إلى كنيسته عظيم، بمقدار أنه يسحبنا إليه في مجيئه. وبينما ينوح ويرتجف الأنام الخرون، نتقدم نحن المؤمنين نحو الذي نرى في يديه ورجليه آثار المسامير. وندرك بهذا أن الآتي المجيد هو المحبة الفادية.

المسيح هو باكورة الراقدين، وقد وضع في مؤمنيه الحياة الأبدية. في البدء خلق الله الإنسان على صورته، ففي مجيء المسيح سترجع صورة الله أبينا المجيدة إلى أجسادنا، لأن روح قوته عامل اليوم فينا، وحياتنا مستترة في ابنه. عندئذ يلبس جسدنا الرير المسكين مجد الله، كما أن المسيح قام جسدياً من الأموات. فقيامته رجاؤنا، وفي جسده الجديد ظهر ما سنكونه في مجيئه الثاني في مجد أبيه.

فمجيء المسيح هو هدف تاريخ العالم والتكميل لقيامته. عندئذ يرى كل الكون انتصاره على الخطية والشيطان والموت، وكيف أنه أوجد حصاده العظيم في جمعه المؤمنين. وإيمانهم ومحبتهم وسجودهم سيزيد مجده، كما اعترفوا في حياتهم الدنيا: المسيح قام -حقاً قام. وهم لم يعترفوا بقيامته المجيدة فقط، بل اختبروا قوته الإلهية شخصياً، واعترفوا مع بولس الرسول: قد قمنا في قيامة المسيح - حقاً قمنا. فمن يعرف هذه الجملة ويعيشها فقد وصل العيد الكبير فيه إلى هدفه الأسمى.

ونسألك يا أخي العزيز مرة ثانية: هل قمت في قيامة المسيح من بين الأموات؟ فإن فوزه على الموت يصير لك دينونة، إن لم تسلم نفسك له كاملاً ليملأك بحياته. آمن بمحبته، فيسكب حياته في قلبك، ويعيش فيك وأنت فيه. وعندئذ تعترف به مع كل جماهير المفديين، مشاركاً في عاصفة الحمد والشكر والتهلل والابتهاج.

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى