المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لقاء مع سيادة المطران بشارة الراعي

اذهب الى الأسفل

لقاء مع سيادة المطران بشارة الراعي Empty لقاء مع سيادة المطران بشارة الراعي

مُساهمة من طرف the gospel الجمعة 7 مارس 2008 - 8:01

الموضوع : "الأسقف هو خادم إنجيل يسوع المسيح لرجاء العالم"
"الإرشاد الرسولي" (الفقرات من 27 إلى 36)


باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين.

"أنا أعرف خرافي، هي تتبعني وأنا أعطيها الحياة الأبديّة"...

أخوتي أخواتي، الربّ يسوع في هذا الأسبوع الذي نحيي فيه أحد تجديد البيعة يحدّثنا عن هويته بين الجماعة البشريّة. وكل الأسبوع كانت الكنيسة تقرأ إنجيل الراعي الصالح، وإنجيل اليوم تكملة يؤكّد فيه الربّ انّه راعينا ويؤكّد أنّه يعرف كلّ واحد منّا، يخاطبنا يقودنا إلى المراعي الخصبة ويدافع عنّا بوجه الذئاب. واليوم يؤكّد هذا القول ويقول: "أنا أعرف خرافي وهي تتبعني وأنا أعطيها الحياة"...

تأمّلنا اليوم في سرّ المسيح عنوانه المسيح رجاؤنا. وهذا موضوع عشناه وما زلنا مع السينودس من أجل لبنان، وعالجه السينودس طوال شهر تشرين الأول في روما، وكان موضوعه، خدمة الأسقف في الكنيسة. أما الموضوع العام فهو : "الأسقف هو خادم إنجيل يسوع المسيح لرجاء العالم".

نتأمّل إعلان سرّ المسيح الذي هو أساس رجائنا وكأننا نتأمّل في إنجيل الرجاء.

نضع التأمل تحت حماية مريم أم الرجاء، وتحت حماية مار شربل الذي شكّل للكنيسة خشبة رجاء، وكلّنا نختبر كيف أننا كلَّما أتينا نعود ممتلئين رجاءً. نلتمس الليلة نعمة الرجاء والثبات، حتى إذا ثبتنا نثبّت عيالنا ومجتمعنا.

نلتقي كالعادة مع عيلة مار شربل، مثل كل ثاني جمعة من الشهر لنصلي على نية كنيسة لبنان لتبقى حاملة الرجاء لشعبها ولهذه البيئة المشرقيّة. لقد سمّى قداسة البابا الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان إنطلاقاً من الموضوع الأساسي: المسيح رجاؤنا... واعتدنا اللقاء لنتذكر زيارة قداسة البابا، ونذكر بالقداس الأب الأقدس ليتمم الرب نواياه ويحقق مقاصده في دعوة كنيسة لبنان إلى سينودس.

وهناك مناسبة سعيدة أيضاً هنا في عنايا، عند مار شربل، حيث تحتفل الرهبنة اللبنانية المارونية غداً في 10 تشرين الثاني بذكرى إنشائها منذ 306 سنوات، في العام 1695 على يد البطريرك اسطفانوس الدويهي، الذي تدرس الكنيسة اليوم تقديم دعوى تطويبه... فنؤكد صلاتنا وتهانينا للرهبنة.

نصلّي لتبقى هذه الرهبنة حاملة رسالة رجاء تعطي الكنيسة قديسين وقديسات، يُرفَعون على المذابح...

نحن نشكل عيلة واحدة نجتمع مرّة في الشهر ومعنا عائلات. وأحيي عائلة مار شربل التي هي نواة في هذا اللقاء ، ونصلّي من أجل عائلاتنا ومن أجل عائلة مار شربل لتستمر واحة رجاء...



تأملنا اليوم من الإرشاد الرسولي: الفقرات 27 إلى 36 وموضوعها "يسوع رجاؤنا".



لكي نفهم دور الكنيسة عندما نتكلم عن الأسقف نقول مع أحد آباء الكنيسة "حيث الأسقف هناك كنيسة"... الأسقف هو الذي يقود الجماعة، هو خادم الجماعة وخادم يسوع لرجاء العالم. كل واحد منّا ينتمي إلى جسد المسيح السرّي. نحن نحمل هوية جديدة. نحن خدّام إنجيل يسوع المسيح لرجاء العالم.

رسالة الأسقف، أنه يمشي أمام الجماعة في خدمة الإنجيل، ولكن ليس لوحده. الإنجيل هو إعلان سرّ المسيح الذي يرتكز عليه رجاء العالم. يعلّمنا الإرشاد الرسولي بالفقرات 27 -28 مفهوم هذا الكلام بأن الإنجيل ليس كتابا بل هو سرّ المسيح، وسرّ المسيح هو سرّ كلمة الله الذي تجسّد وافتدى البشر بموته وقدّسهم وبرّرهم بقيامته وهو حاضر معنا إلى منتهى الدهور سرِّياً على دروب الحياة. ولقد عبّر الربّ يسوع عن هذه الحقيقة في إنجيل هذا الأسبوع: الراعي والخراف. فأي راعٍ لا يعرف خرافه ولا يفتش عن الخروف الضال ولا يعتني بكل الخراف.

يقول لنا: لا تخافوا أنا معكم، بينكم، بخدمتكم. هذا أساس رجائنا، والرجاء هو ثمرة إيماننا بالمسيح... إنه الرجاء الذي يلهم كلّ أعمالنا ونشاطاتنا ويعطيها معنى.

الرجاء شعلة داخلية تدعني أوجّه كل صغيرة وكبيرة إلى ملكوت الله فلا أستصعب أي عمل. بكل رجاء أعمل لأني أبني ملكوت الله بخدمتي اليوميّة البسيطة. هذا ما عبّرت عنه القديسة تريزا الطفل يسوع عندما تحدثت عن عمل الأشياء الصغيرة برجاء وبشكل خارقٍ للعادي.

والرجاء يحمينا من اليأس ويقوينا وسط المحنة ويخلق بقلوبنا طمأنينة وسكينة وسلام داخلي. والرجاء هو شعلة الحبّ التي تدفعنا لنُسعِد الآخر ونجعل كل إنسان قريبٍ منّا سعيداً بأشياء صغيرة، بكلمة حلوة، كالبسمة والزيارة... ليعيش هو أيضاً بالرجاء لأن الذي عنده رجاء بقلبه عنده فرح ويعطيه لغيره. الرجاء هو الرغبة فينا لنتَّحِد بالله ولنعيش شركة أخوة مع كل الناس وهذا تعليم الإرشاد الرسولي بالفقرات 27 و 28. وهو ما نسمّيه سرّ المسيح أي سرّ الرجاء.



* ما معنى إنجيل الرجاء:

الإرشاد الرسولي بالفقرات 27-28 يعلّمنا أن يسوع هو رجاؤنا لأنه راعٍ صالح، ونورنا في الحياة ولأنّه القدرة والقوة الإلهية فينا. يعني أنّه كراعٍ صالح يعرفنا ويبحث عنّا واحداً واحداً، وهذا معنى التجسّد حيث لا أحد غائب عن عناية المسيح. فما زال يبحث عن كل واحد منّا مهما اختفينا نحن عنه.

الديانة المسيحيّة تختلف عن كل ديانات الأرض. فكل ديانات الأرض هي تفتيش وسعي إلى الله، لكن في المسيحيّة فإن الله هو الذي أتى يبحث عن الإنسان حتى يحمله إليه. "أعرف خرافي وأعطيها الحياة". وهذا يتم عبر الكنيسة، جسده السرّي، الذي كل واحد منّا هو عضو فيها. واليوم ما زال الله ، يبحث عن البشر، أي كل واحد منا، بواسطة جسده السرّي، الكنيسة. هذه قيمة حياتنا. يسوع يبحث عنا. هذا معنى وجودنا. فهو يعطينا معنى لوجودنا. حتى من خلالنا يصل للآخر. ثم يسوع هو يعلّمنا عن نفسه بكلام القديس بولس أنّه يشفع بنا عند الله يصلّي بصورة دائمة من اجل البشريّة كلها لدى الآب. هو حاضر معنا وفينا، بالإنجيل، وبالأسرار، وبالمحبّة المُفاضة بقلوبنا، ولكن هذا الحضور يتم بواسطة الروح القدس.

يعلّمنا الإرشاد أنّ هذا الروح هو الذي يثمر كلمة الله فينا ويلهمنا على فهمها. هو قوّة الأسرار، والنسمة التي تشفي، وتغفر الخطايا، وتقوّي، وتنوّر، وتشجّع. الروح هو حبّ الله المفاض فينا.



* إنجيل الرجاء : المسيح كنور حقيقي لنا قال "أنا نور العالم". ينوِّر كل عتمات حياتنا الروحية، والمعنوية والاجتماعية... ونعني بالعتمة كل ما يزعجنا، ويضيعنا ويحملنا إلى اليأس والقنوط والتراجع. يسوع يظل هو النور. فكل مرّة نمُرّ بعتمة يجب أن نعرف كيف نقف أمام نور يسوع المسيح الذي ينورنا بشخصه وأعماله التي نقرأها في الإنجيل وبتعليم الكنيسة... "كلامك مصباحٌ لخطايَ ونورٌ لسبيلي"... يعطي أجوبة لأنّه نور لكل تساؤلاتنا المصيريّة الصعبة. كل واحد منّا عنده تساؤل عن معنى الحياة، والموت، عن المرض والجوع، عن الألم والمصير والشر... وحده يسوع "نور" يعطينا جواب على كلّ التساؤلات ويهدي طريقنا ويزيل عتماتها، ويعطينا أسباب جديدة لنهتم بشؤون الأرض...

هو وحده يعطى معنى لكل نشاطاتي فلا أعيش بالفوضى. هو يعطيني معنى لكل انشغالات حياتي اليوميّة ويعطيني أسباباً جديدة للحياة إلى جانب وسيلة الحياة. ونحن بحاجة أيضاً لأسباب للعيش. فأنا عندما أعيش أعمل وآكل وأشرب... إذا عشنا بوسائل الحياة فقط نضيع. المسيح وحده يعطي أسباباً للحياة...

مأساة أن يعيش الإنسان بدون أسباب للحياة. يصل الإنسان إلى الضياع لأنّه فتش على وسائل العيش فقط بدون أسباب حياة... وهذا ما يعاني منه العالم الغربي اليوم، ويعاني من الانتحار لأن وسائل الحياة صارت كثيرة وضاعت أسباب الحياة. كثيرون ضاعوا لأنهم لم يجدوا أسباباً لحياتهم واستسلموا إمّا لإنحرافات معنويّة خلقيّة او الى حياة اللهو. هكذا يصل الإنسان إلى المعاناة.

هنا نحن مدعوون لنحافظ على مجتعمنا، ونساعد أبناءنا وعيالنا ليلتقوا حول أسباب حياتهم في يسوع المسيح. هذا الرجاء النور يجعل رجاءنا التزاماً.

ويقول قداسة البابا في الإرشاد الرسولي: "أن نرجو يعني أن نلتزم".

نلتزم بماذا؟ بتحقيق مقاصد الله في التاريخ. فالإنسان هو معاون الله. الرجاء هو الالتزام بتحقيق مقاصد الله في تاريخ البشر ليصير المجتمع أكثر أخوة وعدالة. وهكذا نكون نحن أصحاب رسالة وشهادة. (الكلمات لقداسة البابا بالإرشاد الرسولي الفقرة 33)



* إنجيل الرجاء: يسوع قدرة الله فينا.

يدعونا السيّد المسيح للاتكال عليه وقد قال لنا "تعانون الشدّة في العالم لكن ثقوا أنّي غلبت العالم". يدعونا للاتكال عليه وأن نبني مجتمعاً بشريّاً قادراً على الحوار وليس على الحرب. وعلى الحوار المنفتح ببناء مجتمع عيش معاً وبمختلف العقليات والحضارات والديانات. إنجيل الرجاء يعلّمنا أننا قادرون أن نبني مجتمعاً على اختلاف حضاراته ودياناته، ونسعى لنعيش روح المشاركة والتضامن. ( وهذا وجه يركز عليه قداسة البابا بالإرشاد الرسولي في الفقرة 35).

هذه معاني إنجيل الرجاء. وقد تأمل قداسة البابا والأساقفة في هذا الموضوع لمدة شهرٍ كامل.

الأسقف هو خادم إنجيل يسوع المسيح لرجاء العالم، وهذا يعني أن كل أبناء الكنيسة هم خدام يسوع لرجاء العالم.

آمين.

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى