المسيح قام بالحقيقه قام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مراحل وآثار إدمان المخدرات

اذهب الى الأسفل

مراحل وآثار إدمان المخدرات Empty مراحل وآثار إدمان المخدرات

مُساهمة من طرف the gospel الإثنين 3 مارس 2008 - 23:28

مراحل وآثار إدمان المخدرات
بقلم: ياسمين كردي




إن المدمن على المخدرات هو قتيل بين الأحياء، لكن روحه لا تزال متعلقة بجسده يتنازعه البقاء. وهو هزيل نحيل شبه مشلول فقد صحته وانحدرت نفسه (1).
مراحل حدوث الإدمان على المخدرات
توجد مرحلتان رئيسيتان للإدمان هما:
أولا: الإدمان العقلي والنفسي
يمتاز بعدم القدرة النفسية على الاستغناء عن المخدر والميل الشديد للتعاطي، صعوبة الانقياد والشرود الذهني وعدم التركيز. ويوصف الإدمان بأنه عبودية الجسد والعق للمخدر(2).
ثانيا: الإدمان العضوي
هي مرحلة خطيرة، حيث يجد الشخص نفسه مضطرا لتعاطي المخدرات نتيجة حاجة عضوية ماسة. وتتميز هذه المرحلة بشيئين:
· التعود نتيجة تكرار تعاطي المخدر، ويؤدي ذلك إلى تغيرات عضوية في الجسم يصاحبه حاجة ماسة لزيادة الجرعة.
· أعراض إنسحابيّة: وردّة الفعل تكون فسيولوجية كنتيجة مشروطة تطرأ بتوقف المتعاطي للمخدر فجأة، وهذه الأعراض تتمثل في فقدان الشهية، عدم الهدوء، الخذلان، ضعف العضلات، الانفعال، التنفس السريع.
ومع التقدم في التعاطي تشتد هذه الأعراض لتصل إلى درجة حرجة: كالتقيؤ، انقباض المعدة، القشعريرة، تصبب العرق، الإسهال الشديد، وفي بعض الحالات تسبب الموت المفاجئ.
شخصية المدمن على المخدرات
10-20% من مدمني المخدرات لا يوجد في شخصيتهم قبل المرض (الإدمان) أي إضطرابات ملحوظة وقد يلاحظ في صفات شخصياتهم تغيرات ولكن في الحدود الطبيعية (3).
ويعتبر البعض أن التغيرات الشخصية هي ثانوية وتكون نتيجة لحدوث الإدمان. ولوحظ أيضا أن المدمنين هم أشخاص حساسين, كتومين, يتمتعون ببنية نحيلة ضعيفة.
ويميل هؤلاء الأشخاص إلى العمل بشكل مفرط وزيادة الإنتاج ويقعون في تناقض بين كفاءاتهم ومقدراتهم فرغبتهم الملحة في العمل هي من أجل الحصول على المال لشراء المواد المخدرة وغالبا يعيشون في توتر عاطفي وشعور بالنقص وعدم الكفاءة, وهناك بعض الأفراد يميلون للسلبية ولتكرار تعاطي المواد المخدرة ويكون ذلك نتيجة تشوقهم للمغامرات أو نتيجة عدم ثبات المزاج أو استقراره أو عدم قدرتهم على تحمل الإحباط وخيبات الأمل. ويظن البعض أن هناك إستعداد عند الأشخاص المعتلين نفسيا أن يتعودوا على المادة المخدرة التي تؤدي إلى حدوث الإدمان.
موقف المدمن من الإدمان على المخدرات

يتلخّص موقف المدمن من الإدمان، وأهم الثوابت والمسلمات المتفق عليها من قبل الباحثين والعاملين في هذا الحقل بما يلي:
1.إن الإدمان هو حالة من التبعية الجسدية والنفسية لمادة معينة أو لسلوك ما, يعتاد الإنسان عليها فتسلبه إرادته الحرة, وتستعبده وتسير حياته.
2.إن المدمن ليس مجرما, ولو ارتكب, أحيانا وتحت وطأة المخدر, أعمالا تسيء إلى المجتمع. وإن دوائه في إعادة تأهيله وليس في إدخاله السجن, لأنه سوف يخرج منه كما دخل. وهذا إذا لم تزداد حالته سوءا.
3.إن المدمن ليس مريضا, ولو كانت إعادة تأهيله تتطلب, في البدء سحب السموم من جسده. ولو كان مريضا, لاكتفى بعد ذلك, بإعطائه الدواء ليشفى, دون الحاجة إلى إعادة تأهيله في مركز متخصص. ويذهب البعض, هنا, إلى اعتباره (مريض اجتماعي) ليس إلا.
4.ليس من مدمن يرغب بالبقاء في حالة الإدمان. لأنها, وإن كانت في البدء قد أعطته لذة وفرحا, وأنسته مشاكله, فسرعان ما تتطور هذه الحالة إلى كآبة وذل وتعاسة, يتمنى أي كان التخلص منها.
إن النبذ موجود بين المجتمع والمدمن وهو حالة متبادلة, يتقاسمها الفريقان. وما يخافه الناس من المدمن هو أن ينقل عدوى الإدمان إلى ذويهم وأبنائهم, أو يتعدى على أموالهم ليحصل على المخدر. أما المدمن فيفتقد الثقة بكل من حوله. فصديقه جره إلى تعاطي المخدر, والتاجر استغله, والدولة لاحقته وحاكمته, ومجتمعه ظلمه, وعائلته نبذته.
إنه يبحث عمن يساعده دون مصلحة أو غاية.
إنه بحاجة إلى العاطفة والحب والاستقرار والفرح والدفء المنزلي. وهذا ما يجب أن توفره الجمعيات والمراكز والمؤسسات التي تهتم بهذا المجال, أي مجال الإدمان وإعادة التأهيل المدمنين على المخدرات.
آثار إدمان المخدرات على الفرد والمجتمع
أولاً: الآثار الدينية
المخدرات مضيعة للوقت مذهبة للعقل تدخل صاحبها في غيبوبة تمنعه أداء صلواته وتحقيق عبادته، كما أن سيطرتها على عقله تجره لارتكاب كل محرم من قتل وسرقة وسواها.
ثانياً: الآثار الاجتماعية
يتناما تدهور صحة المدمن حتى يصبح شخصا غير سوي مع المجتمع, و تضعف القدرة لديه على التحكم في مختلف المواقف، مما يعني انه يصبح خطرا على المجتمع, ويصبح عاطلاً عن العمل وهو عضو غير منتج في المجتمع، يميل إلى ارتكاب الجرائم، غير متحمل لمسئوليته كراع في أسرته، ويصبح نموذجا سيئا للاقتداء من قبل أسرته, وينفق موارده لتحصيل ما يتوهم فيه اللذة من مخدر تاركاً أفراد أسرته دون طعام ولا كساء مما يؤدي إلى كثرة حدوث الطلاق في تلك العائلات، كما تكثر ولادة أطفال مشوهين الخلقة، ضعيفي البنية في أوساط المدمنين.
وعندما يعجز المدمن عن تأمين المخدر بالطرق المتاحة كثيراً ما يلجأ لإجبار زوجته أو ابنته على البغاء.
فانتشار المخدرات علامة على الرذيلة بكل صورها (4).
ثالثاً: الآثار الاقتصادية
علاوة إلى أن المدمن إنسان غير منتج، فإنه يلحق بمجتمعه خسارة كبرى في الإنفاق على علاجه من الأمراض التي ينتجها الإدمان، وعلى إنشاء مصحات لعلاج آفة الإدمان بالذات، وعلى الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة المخدرات وملاحقة الاتجار بها والمهربين لها.
ثم إن أسعار المخدرات الباهظة تستنزف الدخل القومي لتجتمع في أيدي قلة من الناس تعمل لحساب جهات إجرامية من المافيا وسواها.
رابعاً: الآثار الصحية والنفسية
لكل مخدر أثره الخاص على العضوية، ومن الآثار المدمرة التي تشترك بها كافة المخدرات " المكيفة":
ضمور قشرة الدماغ التي تتحكم في التفكير والإدارة. وتؤكد الأبحاث الطبية (5).
أن تعاطي المخدرات، ولو بدون إدمان، يؤدي إلى نقص في القدرات العقلية وإلى إصابة خلايا المخيخ بالضمور مما يخل بقدرة الشخص على الوقوف من غير ترنح.
أما انحلال نخاع القنطرة الوسطى عند المدمن فيؤدي إلى شلل النصف السفلي
من الجسم.
كما يصاب المدمن بنوبات من الهذيان والارتعاش وفقدان الوعي وتليف كبده وتضخم طحاله كثيراً، ويصاب التهاب الأعصاب المتعددة، ومنها العصب البصري، المفضي إلى العمي وإلى التهاب مزمن في البلعوم والمرئ قد يفضيان إلى سرطان المري.
والقيء المتكرر، وفقدان الشهية يؤديان بالمدمن إلى الهزال الشديد، كما أن المخدرات تهيج الأغشية المخاطية للأمعاء والمعدة وإلى احتقانهما وتقرحاتهما.
وما ينجم عن ذلك من نوبات إسهال وإمساك وسوء هضم مع سوء امتصاص للغذاء يزيد الطين بلة.
وكل المخدرات، يدعي متعاطوها أنها مثيرة جنسياً وأنها تزيد في متعتهم غير أن الباحثين يؤكدون أن الإدمان في خاتمة المطاف يؤدي إلى العجز الجنسي والعنانة الكاملة عند الرجل وإلى البرود الجنسي عند المرأة.
من أبرز أضرار المخدرات النفسية الشعور بالاضطهاد والكآبة والتوتر العصبي النفسي وحدوث أهلاس سمعية وبصرية مثل سماع أصوات ورؤية أشياء لا وجود لها، وتخيلات قد تؤدي إلى الخوف فالجنون أو الانتحار، كما يحدث اضطراب في تقدير الزمان والمكان مما ينتج عنه أحكام خاطئة، وضعف في التركيز.
مما يقلل من تفاعل المدمن مع محيطه بحيث لا يسعده شيء فسعادته بالحصول على المخدرات(6).

الهوامش
(1) فؤاد بسيوني، الحقيقة والخيال في ظاهرة انتشار وإدمان المخدرات، الإسكندرية: المعرفة الجامعية.
(2) د. عبد اللطيف ياسين, الضار والنافع وتأثير المخدرات والكحول والتدخين, دمشق: مؤسسة الرسالة ودار المعاجم, 1993.
(3) عادل الدمرداش, الإدمان: مظاهره وعلاجه, الكويت: مطابع الأنبياء, 1982.
(4) د. عبد الله الطيار, المخدرات في الفقه الإسلامي, الرياض: مكتبة التوبة, 1993.
(5) د. محمد علي البار, المخدرات - الخطر الداهم, بيروت: دار القلم, 1988.
(6) د. محمد إبراهيم الحسن, المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان, الرياض.

the gospel
Admin

عدد الرسائل : 1420
تاريخ التسجيل : 25/02/2008

https://elmase7kam.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى